للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقال له زيد بن عبد عمرو، فبايعناه وصلينا معه، وأخبرناه أن بأرضنا بيعة لنا، واستوهبناه من فضل طهوره، فدعا بماء فتوضأ منه وتمضمض، ثم صبّ لنا في إداوة، ثم قال: (عليكم) (١) بهذا الماء فإذا قدمتم بلدكم فاكسروا بيعتكم، وانضحوا مكانها من هذا الماء، واتخذوا مكانها مسجدا. قلنا: يا نبيّ الله، البلد بعيد والماء ينشف. قال: فمدوه من الماء فإنه لا يزيده إلا طيبا، قال: فخرجنا وتشاححنا على حمل الإداوة أينا يحملها، فجعلها رسول الله بيننا نوبا، فخرجنا حتى قدمنا بلدنا، وفعلنا الذي أمر به رسول الله ، وراهبنا ذلك اليوم رجل من طيّء قارئا، فلما سمع الراهب الأذان قال: دعوة حقّ، ثم هرب فلم ير بعد (٢).

حدثنا سليمان بن أحمد الجرشي قال، حدثنا جرير بن القاسم ابن سليمان البجلي قال، حدثنا ابن لهيعة قال، حدثنا بكير بن عبد الله بن الأشج قال، حدثني الحسن بن علي بن أبي رافع قال، حدثني أبو رافع: أنه أقبل بكتاب من قريش إلى رسول الله ، قال: فلما رأيته ألقى في قلبي الإسلام فقلت: يا رسول الله، إني لا أرجع إليهم. قال: إنّا لا نخيس بالعهد، ولا نحبس البرد، ولكن ارجع إليهم فإن كان في قلبك الذي قلبك فارجع، قال: فرجعت إليهم، ثم أقبلت إلى رسول الله ، فأسلمت.


(١) إضافة يقتضيها السياق ..
(٢) في الاستيعاب ٢٣١:٢ فلما سمع الأذان قال: دعوة حق ثم استقبل تلعة من كنانة فلم نره بعد» وفي طبقات ابن سعد ٣١٧:١ «وصار المؤذن طلق بن سعد فأذن، فسمعه راهب البيعة فقال: كلمة حق، أو دعوة حق، فكان آخر العهد به».