للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته، فأقبل رسول الله ليس معه إلا ثابت بن قيس بن شمّاس في يده جريدة حتى وقف عليه، فقال: «لو أنك سألتني هذه ما أعطيتك، ولئن أدبرت ليعقرنك الله (١)، وهذا ثابت يجيبك عني، وإني لأحسبك الذي أريت فيه ما أريت (٢)» قال ابن عباس فطلبت رؤيا رسول الله فحدثني أبو هريرة أن رسول الله قال بينا أنا نائم أريت كأن في يدي سوارين من ذهب فنفختهما (٣) فطارا، فأولتهما كذّابين يخرجان بعدي: العنسي (٤) صاحب صنعاء، ومسيلمة صاحب اليمامة (٥).


(١) في شرح المواهب ٢٢:٤ «ما أعطيتكها ولن تعدو أمر الله فيك ولئن أدبرت ليعقرنك».
(٢) في الأصل «رأيت فيه ما رأيت»، والتصويب عن البداية والنهاية ٣٤١:٦، وشرح المواهب للزرقاني ٢٢:٤، وإرشاد الساري للقسطلاني ٤٣٤:٦.
(٣) في: ٤٣٤:٦ من إرشاد الساري للقسطلاني، ١٩٣:١٥ من صحيح البخاري بشرح الكرماني «سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحي إليّ في المنام أن أنفخهما، فنفختهما فطارا، فأولتهما كذابين .. الحديث. وانظر الحديث بمتنه هناك.
(٤) العنسي: هو عبهلة بن كعب بن غوث الأسود العنسي، وكان يكنى ذا الخمار، قتله فيروز الديلمي لأنه كان قد خرج وادعى النبوة، وغلب على عامل النبي بصنعاء (شرح المواهب ٢٣:٤).
(٥) مسيلمة صاحب اليمامة، قتله زيد بن عاصم الأنصاري المازني، وقيل غيره، في عهد أبي بكر الصديق .
في البداية والنهاية ٣٢٥:٦ ولما دخل المسلمون الحديقة من حيطانها وأبوابها يقتلون من فيها من المرتدة من أهل اليمامة حتى خلصوا إلى مسيلمة لعنه الله وإذا هو واقف في ثلمة جدار كأنه جمل أورق يريد أن يتساند، لا يعقل من الغيظ، وكان إذا اعتراه شيطانه أزبد حتى يخرج الزبد من شدقيه، فتقدم إليه وحشي بن حرب مولى جبير بن مطعم - قاتل حمزة - فرماه بحربته فأصابه فخرجت من الجانب الآخر، وسارع إليه أبو دجانة سماك بن خرسة فضربه بالسيف فسقط، فنادت امرأة من القصر: وا أمير المضاءة قتله العبد الأسود.