للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه وسلم بحديث وتكذيب عنه شديد، فدعاه نبيّ الله فإذا هو يحلف ويبرأ من ذلك، وأقبلت الأنصار على الغلام فلاموه وعزّروه (١)، فقيل لعبد الله: لو أتيت رسول الله استغفر لك، فجعل يلوي رأسه ويقول: لست فاعلا، وكذب عليّ. فأنزل الله ما تسمعون: «هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتّى يَنْفَضُّوا» إلى قوله «لا يَفْقَهُونَ» (٢) قال:

هذا قوله لا تنفقوا على محمد وأصحابه حتى يدعوه، فإنكم لولا أنتم تنفقون عليهم لتركوه ورحلوا عنه.

حدثنا عفان قال، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد ابن جبير قال: نزل رسول الله منزلا على منقلة أو منقلتين فأقبل رجلان، رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار، جهجاه (٣) بن قيس الغفاري، وسنان بن وبرة الجهني حليف بني الخزرج، قال فظهر الله جهجاه (٤) على الجهني، وكان لعمر بن


=الغلام هو زيد بن أرقم الخزرجي الأنصاري، وفي رواية أخرى عند ابن كثير ٣٧٠:٨ عن عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير في المغازي، وكذا ذكر موسى ابن عقبة في مغازيه: أن الذي بلغ رسول الله كلام عبد الله بن أبي ابن سلول إنما هو أوس بن أقرم من بني الحارث بن الخزرج فلعله مبلغ آخر، أو تصحيف من جهة السمع. والله أعلم.
(١) في تفسير ابن كثير ٣٦٦:٨ «وأقبلت الأنصار على الغلام فلاموه وعزلوه».
(٢) سورة المنافقون آية ٧.
(٣) في الأصل «جهجاه الجهني وسنان بن أبير» والمثبت عن أسد الغابة ٣٠٩:١، ٣٥٩:٢، والبداية والنهاية ١٥٧:٤، والإصابة لابن حجر ٢٥٤:١، ٨٣:٢ وسيصير تصويب أبير في المواطن مستقبلا دون الإشارة إلى ذلك.
(٤) وفي تفسير ابن كثير ٣٦٦:٨ في قصة غزوة بني المصطلق «فبينما رسول الله مقيم هناك اقتتل على الماء جهجاه بن سعيد الغفاري - وكان أجيرا