كانت فيه فقالت: قدّمي الفراش إلى وسط البيت. فقدّمته، فاضطجعت واستقبلت القبلة، ووضعت يدها تحت خدها ثم قالت: يا أمتاه إني مقبوضة الآن، وإني قد اغتسلت فلا يكشفني أحد. قال: فقبضت مكانها، وجاء علي ﵁ فأخبرته فقال: لا جرم، والله لا يكشفها أحد. فحملها بغسلها ذلك فدفنها (١).
حدثنا هارون بن معروف قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد قال، حدثني محمد بن موسى، عن عون بن محمد، وعن عمارة ابن مهاجر، عن أم جعفر بنت محمد بن أبي طالب، عن جدتها أسماء بنت عميس ﵂ قالت: غسّلت أنا وعلي بن أبي طالب ﵁ بنت رسول الله ﷺ.
حدثنا القعنبي قال، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن محمد بن موسى: أن عليا ﵁ غسّل فاطمة ﵂.
حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار،
(١) ورد في وفاء الوفا ٩٢:٢ وأتبعه بقوله: وروى البيهقي بإسناد حسن عن أسماء بنت عميس أن فاطمة أوصت أن تغسلها هي وعلي فغسلاها، ثم تعقبه بأن هذا فيه نظر لأن أسماء في هذا الوقت كانت عند أبي بكر الصديق وقد ثبت أن أبا بكر لم يعلم بوفاة فاطمة، لما في الصحيح أن عليا دفنها ليلا ولم يعلم أبا بكر، فكيف يمكن أن تغسلها زوجته وهو لا يعلم؟ وأجاب في الخلافيات باحتمال أن أبا بكر علم بذلك وأحب أن لا يرد غرض علي في كتمانه منه، قال الحافظ بن حجر: ويمكن أن يجمع بأن أبا بكر علم بذلك وظن أن عليا سيدعوه لحضور دفنها ليلا، وظن علي أنه يحضر من غير استدعاء منه، وقد احتج بحديث بنت عميس هذا أحمد وابن المنذر وفي جزمها بذلك دليل على صحته عندهما فيبطل ما روي أنها غسلت نفسها وأوصت أن لا يعاد غسلها وقد رواه أحمد وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وأفحشوا القول في ابن إسحاق راويه وتولى الرد عنه ابن عبد الهادي في التنقيح. قلت (أي السمهودي) وعلى كل تقدير فحديث بنت عميس أرجح للأدلة الدالة على وجوب غسل الميت مطلقا. الخ.