للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* حدثنا إبراهيم بن المنذر قال، حدثنا عبد الله بن وهب قال، حدثنا ابن لهيعة، عن سعيد بن أبي هلال قال، حدثني خالد ابن أبي عمران، عن أبيه قال: كنت مع عبد الله بن سلام يوما حين قتل عثمان ، وقد خطب عليّ بن أبي طالب الناس، فمرّ علينا رجل من أصحاب علي فقال له ابن سلام: ماذا قام به صاحبكم آنفا؟ قال: قام قبيّل فقال: من من يبرأ من قتل عثمان فإني لا أتبرّأ منه؛ والذي نفسي بيده لا ينتطح فيه عنزان، ولا ينتقر فيه ديكان. فقال ابن سلام: والذي نفسي بيده ليهراقنّ بدم عثمان دم رجال في الأصلاب، وليقتلنّ الله به خمسة وثلاثين ألفا، في كتاب الله المنزل: إنه ليس من قوم يقتلون خليفتهم إلا قتل الله به خمسة وثلاثين ألفا، ولا قوم يقتلون نبيهم إلا قتل الله بن سبعين ألفا، والذي نفسي بيده لا ترجع الخلافة إلى أرض الحجاز أبدا، ولا يجاوز خاتم النبوة فيها إلا حاجا أو معتمرا (١).

* حدثنا ابن وهب قال، حدثني ابن لهيعة، عن عبيد الله ابن أبي المغيرة، عن أبي النضر، عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص؛ أنه أخبره، أنه سمع عبد الله بن سلام ينشد في قتل عثمان رضي الله ويخبر أنه إن تركوه أربعين يوما إنه يموت، فحصبه الناس حتى أدموا وجهه، فدخل على عثمان فقال له عثمان:


= لقد قتل بسبب عثمان في وقعة الجمل وصفين أكثر من خمسة وثلاثين ألفا، ولا اجتمعت كلمتهم أبدا، ولا اقتسموا شيئا، ولا غزوا عدوا جميعا، ولقد احتلبوا بعده الدم لا اللبن».
(١) الإمامة والسياسة ٦٩ - والتمهيد والبيان لوحة ٢١٧، ٢١٨.