للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن سورة نوح عَلَيْهِ السَّلام

قولُه: {أَنِ اعْبُدُوا اللَّه}.

قَرَأَ عاصمٌ وحمزُة وأبو عَمْرو: «أَنِ اعْبُدُوا اللَّه» بكسر النون.

وقرأ الباقون: «أَنُ اعْبُدُوا اللَّه» بالضَّمِّ، فمَن كَسَرَ فلالتقاء السَّاكنين، ومن ضمَّه اتبعَ الضمَّ، وَقَدْ ذكرتُ ذَلِكَ فيما سلف.

وقولُه تَعَالى: {فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا}.

قَرَأَ أهلُ الكوفةِ بالمَدِّ، وإسكان الياء.

وقرأ الباقون بالمَدِّ وفتحِ الياء، إلَّا ما حَدَّثَنِي ابنُ مجاهدٍ، عنْ السِّمَّرِيِّ، عنْ الفَرَّاء، وخلف والهيثم، عنْ عُبَيْدٍ، عنْ شبل، عنْ ابْنُ كثير أَنَّهُ قَرَأَ: «فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَاءِ» بالقصر، وَقَدْ ذكرت علته فيما تقدم.

وقوله تعالى: {ماله وَوَلَدُهُ}.

قَرَأَ عاصمٌ ونافعٌ وابنُ عامرٍ «وَوَلَدُهُ» بالفتح.

وقرأ الباقون: «وَوَلْدُهُ» وهما لغتان الوَلَدُ، والوَلْدُ مثل العَدَمْ، والعَدْمُ.

وقال آخرون الوَلْد جمع ولد، وأنشد:

وقال آخرون الولد كان في بطن أمه:

وليت فلانا كان وَلْدَ حِمَارِ

وقولُه تَعَالى: {وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا}.

قَرَأَ نافعٌ وحده بالضَمَّةِ.

وقرأ الباقون: «وَدًّا» بالفتح، فَقَالَ أهل اللغة: الوَد والوُد: اسم الصَنَمِ.

وقال آخرون: الوُدّ - بالضّمة -: المَحَبَّة والوَدُّ: الصَّنَم، ومن ذَلِكَ قولهم:

عَمْرٍو بن عبد ود، والسواع: صنم هاهنا، والسُّواع فِي غيرِ هَذَا السَّاعة من اللَّيل، والسوعاء أيضًا، وصُرِفَتْ سواعًا؛ لأنَّه عربي عَلَى وزن فُعال مثل غُراب، ولم تُصرف يَغوث، ويَعوق للياء الزَّائدة فِي أولها، وفي حرفِ ابنِ مَسْعُود «ولا يغوثًا ولا

<<  <   >  >>