للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ومن سورة طه]

قولُه تَعَالَى: {طَهَ}.

فيه سبعُ قراءاتٍ.

قرأ ابنُ عامرٍ، وابنُ كثيرٍ وحفص، عن عاصم: «طه» بتفخيم الحرفين.

وقرأ أهلُ الكوفةِ إلَّا حَفصًا «طِهِ» بإمالتهما، واحتَجُّوا بما حَدَّثَني ابنُ مجاهدٍ، عَنْ السِّمَّرِيّ، عَنْ الفَرَّاء، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ عاصمٍ، عَنْ زِرٍّ أنّ رَجُلًا قرأ عَلَى عبدِ الله: «طَهْ» فَقَالَ عَبْد الله: «طِهِ»، فَقَالَ: يا أبا عَبْد الرَّحْمَن أليس إنّما أُمرَ أنْ يَطَأَ الأرضَ بقدمِهِ؟ فَقَالَ عَبْد الله: «طِهِ». كذا سمعتُ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقرؤها. وقرأ نافعٌ: «طه» بين الإمالة، والتَّفخم. وهو إِلى الفتح أَقربُ.

وقرأ أبو عمرو: «طه» بفتح الطَّاءِ وكسرِ الهاءِ، قيلَ لأبي عَمْروٍ: ولِمَ كَسَرْتَ الهَاءَ؟ قَالَ: لئَلَّا يَلتَبِسَ بالهاءِ الّتي للتّنبيه.

وقرأ عيسى بْن عُمر ضِدَّ قراءَةِ أَبي عَمْروٍ «طِهَ» فكأنَّ كره أن يَجمعَ بين كَسرتين.

ففتحَ الهاءَ ليعتدل الكلامُ.

ورَوى الأَصْمَعِيُّ، عَنْ نافعٍ «ط‍ هـ‍» الهاء مقطوعة من الطاءِ، لأنَّ حروفَ التَّهَجِّي كلُّ حرفٍ التَّهَجِّي كلُّ حرفٍ قائمٌ بحياله. قَالَ الشَّاعِرُ:

أَقْبَلْتُ من عندِ زَيادٍ كالخَرِفْ ... تَخُطُّ‍ رِجْلَايَ بخط‍ مختلف

تكتبان في الطريق لام ألف

والقراءةُ السابعةُ «طَهْ مَا أَنْزَلْنا» بإسكان الهاء قرأ بها الحسنُ. وفسَّروه يا رَجُل.

وقولُه تَعَالَى: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ}.

فتح أَبُو عَمْرو وابن كثيرٍ الهمزةَ والياءَ، فموضعه نصبٌ عَلَى هذه القراءة نودي أنَّيَ أَنَا ربك وبأنِّيَ أَنَا ربُّك.

وقرأ الباقون «إنِّي» جَعَلُوه مُستأنفًا، ف‍ إنّ عَلَى هذه القراءة حرفُ نَصبٍ لا موضع لَه.

<<  <   >  >>