[ومن سورة الحشر]
قولُه تَعَالى: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ}.
قرأَ أَبو عمرٍو وحدَه مشدَّدًا.
والباقون مُخفَّفًا.
والأمر بينهما قريبٌ، لأنَّ فعلت وأفعلت بمعنًى واحدٍ كقولك: أكرمت وكرَّمت وأخربت وخرَّبت، وَيُقَال: أخربت المكانَ: إذا خرجت مِنْهُ، وتركته وإن كَانَ صحيحًا، وخرَّبته: إذا هدَّمته، والاختيار أن يُحمل عَلَى الهَدْمِ؛ لأنَّ المسلمين لَمَّا أحاطوا ببني النَّضير جعلوا ينقبون عليهم ويخربون دِيَارَهم وجعلوا هُم أيضا ينقبون دورهم ليفروا، فذلك قولُه: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ}.
وقولُه تَعَالى: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً}.
قرأ ابنُ عامرٍ وحده برواية هشامٍ: «كَيْلَا تَكُونَ دُولَةً» بالتاءِ. ورُوي عَنْهُ «يَكون» بالياءِ، و «دُولَةٌ» بالرَّفعِ.
والباقون بالياءِ والنّصب.
وقولُه تَعَالى: {أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ}.
قَرَأَ ابنُ كَثِيْرٍ، وأَبو عَمْرٍو: «جِدَارٍ» عَلَى التَّوحيد.
وقرأ الباقون: «جُدُرٍ» عَلَى الجمع، مثل ثمار وثُمُرٍ، ومن وحد قَالُوا: جدار ينوب عنْ الجماعة. قَالَ اللَّه تَعَالى: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِيِْنَ لَمْ يَظْهَرُواْ}.
قَالَ ابْنُ خالوية: حَدَّثَنَا ابنُ مجاهدٍ، عنْ عَبْدِ الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن حَمَّاد، أَخبرنا يَحيى، عنْ وهيبٍ، قَالَ: قَالَ: هارُون فِي قراءةِ ابنِ كَثيرٍ: «أَوْ مِنْ وَرَاءِ جَدُرٍ» مفتوحةَ الجيمِ مقصورةً.