قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه: خمسُ آياتٍ من أول هَذِهِ السُّورة أول ما أُنزل من القرآن، وآخر ما نَزَلَ من القُرآن:{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ}. {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} جزمٌ بالأمر، والسُّكونُ علامة الجزم وسكون الهمزةَ {باسم ربك} يا مُحَمَّد الواحد {الَّذِي خَلَقَ} يعني الْإِنْسَان، خلقه من عَلَقٍ، وهي النُّطفة تكون عشرين ليلة، ثُمَّ تكون علقة هَذَا قول.
وقال آخرون: النُّطفة تَصير فِيْ البدن أربعين ليلةً، ثُمَّ تصير علقة، وجمعها عَلَقَ، وهو الدّم، ثُمَّ أربعين مُضْغَةً. وَقَدْ ذكرتُ فِيْ أول قَدْ أَفْلَحَ.
فإن قيل لَكَ: لِمَ قيل فِيْ هَذِهِ السُّورة «من عَلَقٍ» وقيل هناك «العَلَقَةَ»؟
فقل: نزلت الهاء من آخر هذه لتوافق رءوس الآي «باسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ».
وقولُه تَعَالى:{أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى}.
فِيهِ أربعُ قراءات:
قَرَأَ حمزة والكسائي وأبو بكر، عن عاصم وابن عامرٍ برواية ابْنُ ذكوان بالخلف «أنْ رِآهُ استَغْنَى» بكسر الراء.