يعوقًا» بالتَّنوين والصرف. وكذلك قرأها الْأَعْمَش أَخْرَجَهُ مخرج النكرات وهي كلّها أصنامٌ، كانت العربُ في الجاهلية تعبدها من دون الله، نسرًا: صنمٌ أيضًا، قَالَ الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب يمدح النَّبيّ عَلَيْهِ السَّلام:
ثُمَّ هَبَطْتُ البلاد لا بشر ... أنت ولا مضغة ولا علق
بل نطفة تركب السفين وقد ... ألجم نَسْرًا وأَهْلَهُ الغَرَقُ
وقولُه تَعَالى: {ممَّا خَطِيْئاتِهِمُ}.
وقرأ أَبُو عَمْرو وحده: «مِمَّا خَطَاياهُمُ».
وقرأ الباقون: «خطيئاتهم» فمن قَرَأَ بالتاء اتبع المصحف، وهو جمع قليلٌ بالألف والتاء.
فأمَّا قراءة أَبِي عَمْرٍو فإن ابن جاهد حَدَّثَنِي، عنْ ابْنُ عياش، عنْ ابْنُ أخي الأصمعي، عنْ عمّه، قَالَ: قَالَ أَبُو عَمْرٍو: أن قومًا كفروا ألفَ سنةٍ كانت لهم خطيئات، لا بل خطايا، يذهب أبو عَمْرو إلى أن التاء والألف للجمع القليل، وهو جمعُ السَّلامة فِي المؤنَّث، وخطايا جمعُ التَّكسير، وهو الكثيرُ.
وقال أصحابُ القِراءة الأولى الألف والتاء تكون للقليل والكثير وإليه أذهب؛ لأن اللَّه تَعَالى قَالَ: {ما نَفِدَتْ كَلِمَاتُ الله}. وليست كلمات اللَّه تَعَالى قليلةً، قَالَ الشَّاعِر:
إِذَا جَاْوَزْتُمَا سَعَفَات حَجْرٍ ... وأَوْدِيَةَ اليَمَامَةِ فَانْعِيَانِيْ
وليست سَعَفَاتُ حَجْرٍ قليلةً. فهذا واضحٌ بحمدِ اللَّه.
وقولُه تَعَالى: {وَلِمَنْ دَخَلَ بَيِتَيِ مُؤْمِنًا}.
روى حَفْص، عنْ عاصم وهشام، عنْ ابْنُ عامر «بيتيَ مؤمنًا» بفتح الياء.
وأسكنها الباقون.
فأمَّا قولُه: {رب اغفر لي ولوالدي}. فاتفق القُرَّاءُ السَّبعةُ عَلَى والديَّ عَلَى لفظ الاثنين، وإنّما ذكرته لأنَّ إِبْرَاهِيم النّخَعِيَّ رُوى عَنْهُ «وَلِوَلَدَيَّ ولِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ».