ومن سورة حَم المُؤْمِنُ
غافر
قولُه تَعَالى: {حم}.
قرأ ابن كثير مفخما «حم».
وقرأ حمزةُ والكِسَائِيُّ وأبو بَكْرٍ، عنْ عاصمٍ وابن عامر ممالًا.
واختَلف عنْ الباقين فُروى عنْ أبي عَمْرٍو بالكسرِ والفتحِ.
والاختيار عنْ عاصمٍ فِي رواية حفصٍ الفتح.
وعن نافعٍ بين بين، لا مفتوح ولا مكسور.
وفيها قراءةٌ رابعةٌ: حَمَ بفتح الميم قرأ بِهِ عِيسَى بْن عُمر وجعله اسمًا للسُورة، والتَّقدير: اُتل حمَ، أقرأ حَمَ.
وقال آخرون: موضعه جرٌّ، لأنَّه لا ينصرفُ، وهو جرٌّ بالقسم ويُنشد:
وَجَدْنَا لَكْمْ فِي آلِ حَمَ آيَةً ... تَأَوَّلَهَا مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ
وقال آخر:
يُذَكِرُنِي حَاميمَ والرُّمْحُ شَاجِرٌ ... فَهَلَّا تَلَا حَامِيْمَ قَبْلَ التَّقَدُّمِ
ومن جَزَمَ قَالَ: هذه حروفُ التَّهجي لا يدخلها إعراب هُوَ كما بينت ذلك في صدر الكتاب، والإمالة والتفخيم في هذه القراءة لغتان فصيحتان، واختلف النّاس فِي تفسير «حمَ» فَقَالَ قومٌ: قَضَى والله، حمَ والله.
وقال آخرون: حمَ شعارٌ للسورةِ.
وقال آخرون: قسمٌ.
وقال آخرون: هذه الحُروف من أسماءِ اللَّه تَعَالى: {الرَّحْمَن الرَّحِيْمُ}، فالراءُ والألف، واللام من المَر، وحَم من الحاء والميم، ونون من النون.
وقال ابْنُ مسعودٍ: الحواميم ديباجةُ القُرآن، قَالَ رَسُولُ اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
«الحَوَامِيْمُ كالحَبِرَاتِ والثِّيَابِ» ونزلت كلُّها بمكةَ واللَّفظ بِ «حَمَ» بتخفيف الميم لا غير، وكذلك طس، ويس بتخفيف السين.
وأما ابنُ خالويه: الحواميمُ من كلامِ العامَّةِ لا يجوز جمعُ حاميم عَلَى حَوَامِيْمِ إنما