للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خذ بيدي خذ بيدان ... إنَّ بني فَزارة بن بيان

قد وَلَدَتْ ناقتهم بإنسان ... مُشنَّأ أعجب بخَلْق الرَّحمن

وقال آخر يهجو بني فزارة:

لا تَأْمَنَنَّ فَزَاْرِيًّا خَلَوْتَ بِهِ ... عَلَى قَلْوْصُكَ واكْتُبْهَا بأَسْيَارِ

معنى واكتبها، أي: اشُدد بها. يقال: كتبت القربة: إذا خَرزتها، ويقال: كتبتُ الكتابَ، أي: ضمَمْتُ الحروفُ بعضها إلى بعضٍ وجمعتُها تَشبيهًا بالخَرْزِ. وسُمِّيَتِ الكتيبةُ كتيبةً لاجتِمَاعها. قال ذو الرُّمة:

وَفْرَاءَ غُرْفِيَّةٍ أَثْأَى خَوَارِزْهَا ... مُشَلْشَلٌ ضيَّعَتْهُ بينَها الكنب

وقولُه تَعَالى: {قَدَّرْناها مِنَ الغابِريْنَ}.

قرأ عاصمٌ فِي رواية أَبِي بكرٍ: «قَدَرْناهَا» مخففا كقوله: «فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ القَادِرُوْنَ} «ولو كان» «قدَّرْنَاهَا» مُشدَّدًا لقال: «فنعم المُقَدِّرُوْنَ».

وقرأ الباقون مشدّدًا.

والعربُ تَقُولُ: قَدَرْتَ. وقَدَّرْتُ بمعنى التَّقدير. وقَدَرَ يَقْدُرُ وقدر يقدر مشددا، أو مخففًا بمعنى ضيَّق عَلَيْهِ من قوله: {فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ} وقد قرأ «فقدَّر عَلَيْهِ رِزْقَهُ» بالتَّشديِد أَبُو جَعفر المَدَنِيُّ، وابنُ عامرٍ.

وقولُهُ تَعَالى: {آللَّهُ خَيْرٌ أمّاَ يُشْرِكُوْنَ}.

قرأ عاصمٌ وأبو عَمْرٍو: «يُشركون» بالياء.

والباقون بالتَّاءَ، فأمَّا قولُه: {يَبْسُطُ‍ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} فاتَّفقوا عَلَى تَخْفِيْفِه، وأمَّا قولُه: {فُظَنَّ أَنْ لَنْ نَّقْدِرَ عَلَيْهِ} فقرأ الحَسَنُ: «أنْ لَنْ نُّقَدِّرَ عَلَيْهِ» بالتَّشديد أي: أن لن نضيِّق عليه.

وقوله تعالى: {أإله مَعَ الله قَلِيْلًا ما تَذَكَّرُونَ}.

قرأ أَبُو عمرو وحده: «يذكرون» إخبارًا عن غيبٍ.

وقرأ الباقون: «تَذَكَّرُون» عَلَى الخطاب بالتاء.

غير أن حمزة والكِسَائِيّ وحفصًا يخففون الذَّالَ، لأنهم أسقطوا التاء.

والباقون شدَّدُوا ذلك؛ لأنَّهم أدغموا التاء فِي الذال وجميع ما في هذه السورة أإله فإنّك تقف عَلَى كل ما يأتي فِي هذه السورة أإله مَعَ اللهِ. وذلك أنَّ اللَّه تَعَالى ذكرَّهم

<<  <   >  >>