نَعَمَهُ، وعدَّدهم عليهم، فَقَالَ:{أَمَّنْ يُجِيْبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاْهُ}، {أَمَّن خَلَقَ السَّماواتِ}، {أَمَّنْ يَهْدِيْكُمْ}. أإله مَعَ اللَّه يا مَعشَرَ الجَهَلَةِ، فلِمَ تَعبدون معه غيره من لا يقدر عَلَى ضرٍّ ولا نفع؟ ! فالوقف على «أإله مَعَ اللهِ» تامٌ، والهَمْزَةُ الأولى ألفُ توبيخٍ فِي لَفْظٍ الاستفهامِ والثانيةُ: أَصْلِيَّةٌ، فاءُ الفعل إلهٌ وآلهةٌ مثل رداء وأردية، ومن همز قوله:«أأنذرتهم»، «أإذا» قرأ «أإله» ومن مدّ هناك مد هُنا ومن لين الثانية هناك لين هاهنا.
وقرأ ابنُ كثيرٍ وأبو عَمْرٍو:«بلا أَدْرَكَ عِلْمُهُمْ» من أَفعل يُفعل. وتَدارك زيدٌ أمرَهُ وأدرَك بمعنًى، ومثله:«إنَّا لَمُدْرَكُوْنَ»«ولمَّدَرَكُوْنَ» عَلَى قراءةِ الأَعْرَج. فعلى قراءة أَبِي عَمْرو: الألفُ ألف القطعِ. وعلى قراءة الباقين الألفُ ألفُ الوصلِ وكسرة اللّامِ من بل لسكونها. وسكون الدَّالِ المدغمة.
وحدثني أحمد بن علي، عن أبي عبيد أن عطاء بْن يَسار قرأ:«بَلَ ادَّرَكَ عِلْمُهُمْ» موصول الألف: أراد: بل أدرك، فنقل فتحة الهمزة إلى اللام، فانفتحت اللامُ وسقطت الهمزةُ. كما قرأ وَرْشٌ:«قَدَ افْلَحَ المُؤْمُنِوْنَ» يريد: قد أفلح وكقولِ العربِ مَنَ ابُوك؟ يريدون: مَنْ أَبُوْكَ.
والقراءة الخامسة: قراءة ابن محيصن: «بل آدرك علمهم» ممدودٌ عَلَى الاستفهامِ، قال النَّحويون: غَلَطٌ لأن «بل» تَحقيقٌ وإيجاب، و «آدرك» بالمدّ نفي الإِدراكِ، فلا يلي المَنفى موجبًا.