للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرأ الباقون بالفتحِ عطفًا على قوله: «أنَّ لك ألا تجوع فيها} ... {وأنك لا تظمؤا فِيْهَا» والظَّمأُ: العَطَشُ. يقال رجلٌ ظَمْآنٌ وعَطْشَانٌ ونطشان وصديان، وصاد، وعيمان، وغيمان، وملتاح، ومعتلّ، ومهتاف، وهيمان، وناسٌّ بتشديد السين ونجر ونحر، ونفر، ولهبان. كلُّ ذلك بمعنى عَطْشَانٍ.

وقولُه تَعَالى: {ولَا تَضْحَى}.

أي لا تَظْهَرُ للشَّمسِ. رأى ابنُ عُمَرَ رجُلًا يُلَبِّي وقد أخفى صَوْتَه، فقال: أضحِ لمن لَبَّيْت له، أي: إظْهَرْ. قَالَ عُمر بن أبي ربيعة:

رَأَتْ رَجُلًا أمَّا إذَا الشَّمْسُ عَارَضَتْ ... فَيَضْحَى وأمَّا بالعَشِيِ فيَخْصَرُ

أَخَا سَفَرٍ جوّابَ أرضِ تَقَاذَفَتْ ... بِهِ فَلَوَاتٌ فهو أشْعَثُ أغْبَرُ

وقولُه تَعَالى: {فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا، وَلَا هَضْمًا}.

قرأ ابنُ كثيرٍ: «فَلَا تَخَفْ ظُلْمًا» على النَّهي، جزمًا، وعلامةُ الجزمِ سكونُ الفاء.

وسقطت الألفُ لسكونِها، وسكونِ الفاءِ.

وقرأ الباقون «فَلا يَخَافُ» على الخبرِ رفعًا. والظلمُ في اللُّغة: وضع الشيء في غير موضعه.

والهضم: النُّقصان يقال: بَخَسَنى حقّي، وهَضَمَني، وضارّني، بمعنى: نقصني.

وقولُه تَعَالى: {لَعَلَّكَ تَرْضَى}.

قرأ الكسائِيُّ، وعاصمٌ - في روايةِ أبي بكر - «تُرْضَى» بضم التاء على ما لم يُسم فاعله، أي: غيرك يرضيك.

وقرأ الباقون «تَرضى» بفتح التاء. والأمر بينهما قريبٌ، لأنَّ كلّ من أرضى فقد رضي قَالَ الله تَعَالى: {ارْجِعِي إِلَى ربِّك راضية مرضية}

وقوله تعالى: {أولم تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الأُوْلَى}.

قرأ أبو عمرو ونافعٌ وحفصٌ، عن عاصمٍ: بالتاء لتأنيث البينة.

وقرأ الباقون: بالياء، لأنّ تأنيثَ البينة غيرُ حقيقيّ، ولأنَّك قد حجزت بين البينة والفعل بحاجز. والاختيار التاء، لأنَّ بعض القرآن يشهد لبعضِ. وكان جماعة من الصحابة والتابعين يحتجُّون لبعض القرآن على بعضِ قَالَ الله تعالى: {جاءتهم البينة} فهذا شاهد {أولم تأتهم}.

<<  <   >  >>