للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال البخاري (١): حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عثمان بن عمر، أخبرنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله : "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله وما أنزل إلينا (وما أنزل إليكم) " (٢).

وقد روى مسلم (٣) وأبو داود والنسائي من حديث عثمان بن حكيم، عن سعيد بن يسار، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله أكثر ما يصلي الركعتين اللتين قبل الفجر بـ ﴿آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا﴾ الآية، والأخرى بـ ﴿آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ٥٢].

وقال أبو العالية (٤) والربيع (٥) وقتادة (٦): الأسباط: بنو يعقوب (اثنا) (٧) عشر رجلًا؛ (ولد) (٨) كل رجل منهم أمة من الناس، فسموا الأسباط.

وقال الخليل بن أحمد وغيره: الأسباط في بني إسرائيل؛ كالقبائل في بني إسماعيل؛ وقال الزمخشري في "الكشاف" (٩): الأسباط: حفدة يعقوب وذراري أبنائه الاثنى عشر، وقد نقله الرازي (١٠) عنه، وقرره ولم يعارضه. وقال البخاري: الأسباط: قبائل بني إسرائيل، وهذا يقتضي أن المراد بالأسباط ها هنا شعوب بني إسرائيل، وما أنزل الله تعالى من الوحي على الأنبياء الموجودين منهم، كما قال موسى لهم: ﴿اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ [المائدة: ٢٠] وقال تعالى: ﴿وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا﴾ [الأعراف: ١٦٠] وقال القرطبي (١١): وسموا الأسباط من السبط، وهو التتابع، فهم جماعة متتابعون. وقيل: أصله من السبط، بالتحريك، وهو الشجر؛ أي: هم في الكثرة بمنزلة الشجر الواحدة سبطة. قال الزجاج: ويبين لك هذا: ما حدثنا محمد بن جعفر الأنباري، حدثنا أبو نجيد الدقاق (١٢)، حدثنا الأسود بن عامر، حدثنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كل الأنبياء من بني إسرائيل إلى عشرة: نوح وهود وصالح وشعيب وإبراهيم ولوط وإسحاق ويعقوب وإسماعيل ومحمد عليهم الصلاة والسلام. قال القرطبي: والسبط: الجماعة والقبيلة، الراجعون إلى أصل واحد.


(١) أخرجه البخاري في "كتاب الشهادات" (٥/ ٢٩١) معلقًا، ووصله في "كتاب التفسير" (٨/ ١٧٠)؛ وفي "كتاب الاعتصام" (١٣/ ٣٣٣)؛ وفي "كتاب التوحيد" (١٣/ ٥١٦).
(٢) من (ج) و (ل) وهي موافقة لما في "الصحيح" في "كتاب الاعتصام" ولم يذكرها في الموضعين الآخرين. ووقع في (ض) و (ك) و (ن) و (ى): "وما أنزل الله"!
(٣) أخرجه مسلم (٧٢٧/ ٩٩).
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم (١٣١٠) و (٩٠٥ - آل عمران). [وسنده جيد].
(٥) أخرجه ابن جرير (٢١٠٦). [وسنده جيد].
(٦) [أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة].
(٧) في (ض) و (ن) ت "اثنى"!
(٨) في (ل): "وكذا".
(٩) (١/ ٩٧).
(١٠) في "التفسير الكبير" (٤/ ٩١).
(١١) في "تفسيره" (٢/ ١٤١).
(١٢) أما أبو نجيد فما عرفته، فليحرر. وبقية رجال السند معروفون، ورواية إسرائيل عن سماك، كانت بأخره.