للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن النبي أنه قال: "وإذا قرأ فأنصتوا" وقد صححه مسلم (١) بن الحجاج أيضًا، فدل هذان الحديثان على صحة هذا القول؛ وهو قول قديم للشافعي ؛ والله أعلم، ورواية عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى.

والغرض من ذكر هذه المسائل ههنا بيان اختصاص سورة الفاتحة بأحكام لا تتعلق بغيرها من السور والله أعلم.

وقال الحافظ أبو (٢) بكر البزار: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا غسان بن عبيد، عن أبي عمران الجوني، عن أنس ؛ قال: قال رسول الله : "إذا وضعت جنبك على الفراش، وقرأت فاتحة الكتاب، و ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)[الإخلاص] فقد أمنت من كل شيء إلا الموت".

(الكلام على تفسير أحكام الاستعاذة) (٣).

[قال الله تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (١٩٩) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٠٠)[الأعراف]] (٤).

[وقال تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (٩٦) وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (٩٧) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (٩٨)[المؤمنون]. وقال تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (٣٤) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٣٥) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٦)[فصلت]] (٥).

[فهذه ثلاث آيات ليس لهن رابعة في معناها؛ وهو أن الله (تعالى) (٦) يأمر بمصانعة العدو الإنسي والإحسان إليه، ليرده عنه طبعه الطيب الأصل إلى الموالاة والمصافاة، ويأمر بالاستعاذة] (٧)


= وهما ضعيفان عن ابن عجلان؛ بسنده أخرجه الدارقطني (١/ ٣٢٩، ٣٣٠) فإعلال الحديث بأبي خالد الأحمر مع ثقته لا يصح لما ذكرت، وإنما الصواب إعلاله بابن عجلان، وبه أعل الحديث أبو حاتم الرازي، فقال كما في "العلل" (٤٦٥) لولده: "ليست هده الكلمة بالمحفوظة وهي من تخاليط ابن عجلان، وقد رواه خارجة بن مصعب أيضًا، وتابع ابن عجلان، وخارجة أيضًا ليس بالقوي". اهـ. وكذلك قال البيهقي.
(١) في "صحيحه" (١/ ٣٠٤ عبد الباقي) وإن لم يروه في "كتابه" وفي هذا دلالة على أن الشيخين تركا من الأحاديث كثيرًا لم يخرجاه في كتابيهما.
(٢) في "مسنده" (ج ٤/ رقم ٣١٠٩ - كشف الأستار) وقال: "لا نعلمه بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه عن أنس ولم نسمعه إلا من إبراهيم". اهـ. وقال الهيثمي (١٠/ ١٢١): "فيه غسان بن عبيد وهو ضعيف ووثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح" وضعفه السيوطي في "الدر المنثور" (١/ ٥) أما المنذري فقال في "الترغيب" (١/ ٤١٦): "رجاله رجال الصحيح إلا غسان بن عبيد" فأوهم أنه قوي وقد قال أحمد: "خرقت حديثه" وضعفه ابن معين وابن عدي وغيرهما. فهو علة الحديث. والله أعلم.
(٣) كذا في (ج) و (ك) و (ل)، ووقع في (ز) و (ع) و (هـ) و (ى): "الكلام على تفسير الاستعاذة". وفي (ن): "أحكام الاستعاذة والكلام على تفسيرها".
(٤) ساقط من (ع).
(٥) ساقط من (ع).
(٦) من (ك) و (ن).
(٧) ساقط من (ع) و (هـ) و (ى).