للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال قتادة (١): أمر الله المؤمنين أن يؤمنوا به، ويصدقوا بكتبه كلها وبرسله.

وقال سليمان بن حبيب (٢): إنما أمرنا أن نؤمن بالتوراة والإنجيل، ولا نعمل بما فيهما.

وقال ابن أبي حاتم (٣): حدثنا محمد بن محمد بن مصعب الصورى، حدثنا مؤمل، حدثنا عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله : "آمنوا بالتوراة والزبور والإنجيل، وليسعكم القرآن".

﴿فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٣٧) صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (١٣٨)﴾.

يقول تعالى: ﴿فَإِنْ آمَنُوا﴾ (أي) (٤): الكفار من أهل الكتاب وغيرهم ﴿بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ﴾ أيها المؤمنون، من الإيمان بجميع كتب الله ورسله، ولم يفرقوا بين أحد منهم ﴿فَقَدِ اهْتَدَوْا﴾ أي: فقد أصابوا الحق وأرشدوا إليه: ﴿وَإِنْ تَوَلَّوْا﴾ أي: عن الحق إلى الباطل، بعد قيام الحجة عليهم ﴿فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ﴾ أي: فسينصرك عليهم ويظفرك بهم ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.

وقال ابن أبي حاتم (٥): قرئ على يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، حدثنا زياد بن يونس، حدثنا نافع بن أبي نعيم، قال: أرسل إليَّ بعض الخلفاء مصحف عثمان بن عفان ليصلحه. قال زياد: فقلت له: إن الناس يقولون: إن مصحفه كان في حجره حين قتل، فوقع الدم على ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ فقال نافع: بصرت عيني بالدم على هذه الآية وقد قَدُم.

وقوله: ﴿صِبْغَةَ اللَّهِ﴾ قال الضحاك (٦)، عن ابن عباس: دين الله وكذا روي عن مجاهد (٧)، وأبي العالية (٨)، وعكرمة، وإبراهيم، والحسن، وقتادة (٩)، والضحاك، وعبد الله بن


(١) أخرجه ابن أبي حاتم (١٣١٥) بسند صحيح.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (١٣١٣) وفي إسناده كلثوم بن زياد، ضعفه النسائي.
(٣) في "تفسيره" (١٣١٢) وإسناده ضعيف جدًّا، وعبيد الله بن أبي حميد تركه النسائي وقال أحمد: "ترك الناس حديثه". وقال البخاري: "منكر الحديث، يروى عن أبي المليح العجائب".
(٤) في (ن) و (ى): "يعني".
(٥) في "تفسيره" (١٣٢١) وسنده صحيح.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم (١٣٢٢)؛ وابن جرير (٢١٢٣) من وجهين عن ابن عباس وكلاهما ضعيف.
(٧) أخرجه ابن جرير (٢١١٨، ٢١١٩، ٢١٢٠). [وسنده صحيح].
(٨) أخرجه ابن جرير (٢١١٦). [وسنده جيد].
(٩) أخرجه ابن جرير (٢١١٥) من طريق عبد الرزاق وهذا في "تفسيره" (١/ ٦٠) قال: أخبرنا معمر، عن قتادة. وسنده صحيح؛ وأخرجه ابن جرير (٢١١٤) من طريق يزيد بن زريع، والدينوري في "المجالسة" (١٤٦٤) من طريق يزيد بن هارون قالا ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: إن اليهود تصبغ أبناءها يهود، والنصارى تصبغ أبناءها نصارى وإن صبغة الله الإسلام فلا صبغة أحسن من الإسلام ولا أطهر، وهو دين الله ﷿ الذي بعث به نوحًا والأنبياء من بعده. وسنده صحيح.