للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال محمد بن سيرين: حسن الخلق عون على الدين (١).

[فصل في ذم الكبر]

قال علقمة: عن ابن مسعود رفعه: "لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من كبر، ولا يدخل النار من في قلبه مثقال حبة من إيمان" (٢).

وقال إبراهيم بن أبي عبلة: عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، أكبه الله على وجهه في النار" (٣).

حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا أبو معاوية، عن عمر بن راشد، عن إياس بن سلمة، عن أبيه مرفوعًا: "لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب عند الله من الجبَّارين، فيصيبه ما أصابهم من العذاب" (٤).

وقال مالك بن دينار: ركب سليمان بن داود ذات يوم البساط في مائتي ألف من الإنس ومائتي ألف من الجن، فرفع حتى سمع تسبيح الملائكة في السماء، ثم خفضوه حتى مست قدمه ماء البحر، فسمعوا صوتًا لو كان في قلب صاحبكم مثقال ذرة من كبر لخسف به أبعد مما رفع (٥).

حدثنا أبو خيثمة، حدثنا يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: كان أبو بكر يخطبنا فيذكر بدء خلق الإنسان حتى إن أحدنا ليقذر نفسه فيقول: خرج من مجرى البول مرتين (٦).

وقال الشعبي: من قتل اثنين فهو جبار، ثم تلا: ﴿أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ﴾ (٧) [القصص: ١٩].

وقال الحسن: عجبًا لابن آدم يغسل الخرء بيده في اليوم مرتين، ثم يتكبر يعارض جبار السماوات (٨).

قال: حدثنا خالد بن خداش، حدثنا حماد بن زيد، عن علي بن زيد، عن الضحاك بن سفيان، فذكر حديث ضرب مثل الدنيا بما يخرج من ابن آدم (٩).


= الذهبي بأن عبد الله: واه (المستدرك ١/ ١٢٤).
(١) يشهد له ما سبق من الروايات التي ذكرت حسن الخلق.
(٢) أخرجه مسلم من طريق علقمة به (الصحيح، الإيمان، باب تحريم الكبر ح ٩).
(٣) أخرجه ابن أبي الدنيا من طريق إبراهيم بن أبي عبلة به (التواضع رقم ١٩٦)، وأخرجه الإمام أحمد من طريق إبراهيم بن أبي عبلة به (المسند ١١/ ٥٨٩ ح ٧٠١٥) وصحح سنده محققوه.
(٤) أخرجه ابن أبي الدنيا بسنده ومتنه (التواضع رقم ١٩٨) وسنده ضعيف لضعف عمر بن راشد.
(٥) سنده مرسل وعليه أمارات الإسرائيليات وأخرجه ابن أبي الدنيا (التواضع رفم ١٩٩).
(٦) أخرجه ابن أبي الدنيا بسنده ومتنه (التواضع رقم ٢٠٠).
(٧) أخرجه ابن أبي الدنيا من طريق إسماعيل بن سالم عن الشعبي، (التواضع رقم ٢٠٣).
(٨) أخرجه ابن أبي الدنيا من طريق أبي محمد البصري عن الحسن (التواضع رقم ٢٠٩).
(٩) أخرجه ابن أبي الدنيا بسنده ومتنه (التواضع رقم ٢١٠) وسنده ضعيف لضعف علي بن زيد وهو ابن جدعان.