للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الثوري والسدي: مثل الزرع إذا حصد؛ أي: هشيمًا يبسًا.

وقال ابن أبي حاتم: ذُكر عن أحمد بن الصباح، أنبأنا بشر بن زاذان، عن عمر بن صبيح، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الرحمن بن سابط، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله : "إياكم والمعاصي إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به رزقًا قد كان هُيء له ثم تلا رسول الله : ﴿فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (١٩) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (٢٠)﴾ قد حُرموا خير جنتهم بذنبهم" (١).

﴿فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (٢١)﴾ أي: لما كان وقت الصبح نادى بعضهم بعضًا ليذهبوا إلى الجذاذ؛ أي: القطع ﴿أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (٢٢)﴾ أي: تريدون الصرام.

قال مجاهد: كان حرثهم (٢) عنبًا

﴿فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (٢٣)﴾ أي: يتناجون فيما بينهم بحيث لا يسمعون أحدًا كلامهم ثم فسر الله عالم السر والنجوى ما كانوا يتخافتون به فقال تعالى: ﴿فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (٢٣)

﴿أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (٢٤)﴾ أي: يقول بعضهم لبعض: لا تمكنوا اليوم فقيرًا يدخلها عليكم.

قال الله تعالى: ﴿وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ﴾ أي: قوة وشدة.

وقال مجاهد: ﴿وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ﴾ أي: جد (٣).

وقال عكرمة: على غيظ (٤).

وقال الشعبي: ﴿عَلَى حَرْدٍ﴾ على المساكين (٥).

وقال السدي: ﴿عَلَى حَرْدٍ﴾ أي: كان اسم قريتهم حرد، فأبعد السدي في قوله هذا. ﴿قَادِرِينَ﴾ أي: عليها فيما يزعمون ويرومون فلما رأوها قالوا: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ﴾ أي: فلما وصلوا إليها وأشرفوا عليها وهي على الحالة التي قال الله ﷿ قد استحالت عن تلك النضارة والزهرة وكثرة الثمار إلى أن صارت سوداء مُدْلَهمَّة لا ينتفع بشيء منها، فاعتقدوا أنهم قد أخطأوا الطريق ولهذا قالوا: ﴿إِنَّا لَضَالُّونَ﴾ أي: قد سلكنا إليها غير الطريق فتهنا عنها. قاله ابن عباس وغيره (٦)، ثم رجعوا عما كانوا فيه وتيقنوا أنها هي فقالوا: ﴿بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (٢٧)﴾ أي: بل هي هذه ولكن نحن لا حظَّ لنا ولا نصيب

﴿قَالَ أَوْسَطُهُمْ﴾ قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة ومحمد بن كعب والربيع بن أنس والضحاك وقتادة: أي أعدلهم وخيرهم ﴿أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ﴾ (٧).


(١) سنده ضعيف جدًا لأن ابن أبي حاتم لم يذكر اسم شيخه، وكذلك في سنده عمر بن صبح متروك كذبه إسحاق بن راهويه. (التقريب ص ٤١٤).
(٢) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٣) أخرجه الطبري بسند ضعيف فيه جهالة الراوي عن مجاهد، ومعناه صحيح؛ وأخرجه الطبري بسند صحيح من طريق أبي رجاء عن الحسن البصري.
(٤) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٥) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(٦) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة.
(٧) أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق سعيد بن أبي طلحة عن ابن عباس؛ وأخرجه الطبري بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي نجيح عن مجاهد؛ وأخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عن قتادة؛ وأخرجه الطبري بسند حسن من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير.