للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال ابن أبي حاتم: حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن العرني، عن يحيى بن الجزار، عن مسروق قال: جاءت امرأة إلى ابن مسعود قالت: بلغني أنك تنهى عن الواشمة والواصلة، أشيء وجدته في كتاب الله تعالى أو عن رسول الله ؟ قال: بلى شيء وجدته في كتاب الله وعن رسول الله . قالت: والله لقد تصفحت ما بين دفتي المصحف فما وجدت فيه الذي تقول. قال: فما وجدت فيه: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾؟ قالت: بلى. قال: فإني سمعت رسول الله ينهى عن الواصلة والواشمة والنامصة، قالت: فلعله في بعض أهلك، قال: فادخلي فانظري، فدخلت فنظرت ثم خرجت قالت: ما رأيت بأسًا، فقال لها: أما حفظت وصية العبد الصالح ﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ﴾ (١) [هود: ٨٨].

وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن منصور، عن علقمة، عن عبد الله هو: ابن مسعود قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله ﷿، قال فبلغ امرأة من بني أسد في البيت يقال لها: أُم يعقوب، فجاءت إليه فقالت بلغني أنك قلت كيت وكيت، قال: ما لي لا ألعن من لعن رسول الله وفي كتاب الله تعالى، فقالت: إني لأقرأ ما بين لوحيه فما وجدته، فقال: إن كنت قرأته فقد وجدته أما قرأت ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾؟ قالت: بلى. قال: فإن رسول الله نهى عنه. قالت: إني لأظن أهلك يفعلونه، قال: اذهبي فانظري فذهبت فلم ترَ من حاجتها شيئًا، فجاءت فقالت: ما رأيت شيئًا، قال: لو كان كذا لما تجامعنا (٢). أخرجاه في الصحيحين من حديث سفيان الثوري (٣).

وقد ثبت في الصحيحين أيضًا عن أبي هريرة أن رسول الله قال: "إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه" (٤).

وقال النسائي: أخبرنا أحمد بن سعيد، حدثنا يزيد، حدثنا منصور بن حيان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر وابن عباس أنهما شهدا على رسول الله أنه نهى عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت، ثم تلا رسول الله : ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ (٥).

وقوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ أي: اتقوه في امتثال أوامره وترك زواجره، فإنه شديد العقاب لمن عصاه وخالف أمره وأباه وارتكب ما عنه زجره ونهاه.


(١) السند فيه اضطراب من قتادة إلى مسروق، ويشهد له ما يليه.
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١/ ٤٣٣) وسنده صحيح.
(٣) صحيح البخاري، التفسير، باب ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ﴾ [الحشر: ٧] (ح ٤٨٨٦) وصحيح مسلم، اللباس، تحريم فعل الواصلة والمستوصلة (ح ٢١٢٥).
(٤) صحيح البخاري، الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله (ح ٧٢٨٨)، وصحيح مسلم، الفضائل، باب توقير رسول الله ح ١٣٣٧).
(٥) أخرجه النسائي بسنده ومتنه. (السنن الكبرى، التفسير، باب ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ﴾ ح ١١٥٧٨)، وسنده صحيح.