للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الكرام الكاتبين في السماء الدنيا، فنجمته السفرة على جبريل عشرين ليلة، ونجمه جبريل على محمد عشرين سنة فهو قوله: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (٧٥)﴾ نجوم القرآن (١)، وكذا قال عكرمة ومجاهد والسدي وأبو حزرة (٢).

وقال مجاهد أيضًا: مواقع النجوم في السماء ويقال: مطالعها ومشارقها (٣).

وكذا قال الحسن وقتادة (٤) وهو اختيار ابن جرير.

وعن قتادة: مواقعها منازلها (٥).

وعن الحسن أيضًا: أن المراد بذلك انتثارها يوم القيامة (٦).

وقال الضحاك: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (٧٥)﴾ يعني: بذلك الأنواء التي كان أهل الجاهلية إذا أمطروا قالوا: مطرنا بنوء كذا وكذا.

وقوله: ﴿وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦)﴾ أي: وإن هذا القسم الذي أقسمت به لقسم عظيم، لو تعلمون عظمته لعظمتم المقسم به عليه ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧)﴾ أي: إن هذا القرآن الذي نزل على محمد لكتاب عظيم ﴿فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (٧٨)﴾ أي: معظم، في كتاب معظم محفوظ موقر.

وقال ابن جرير: حدثني إسماعيل بن موسى: أخبرنا شريك، عن حكيم هو: ابن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (٧٩)﴾ قال: الكتاب الذي في السماء (٧).

وقال العوفي، عن ابن عباس: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (٧٩)﴾ يعني: الملائكة (٨)، وكذا قال أنس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والضحاك وأبو الشعثاء جابر بن زيد، وأبو نهيك والسدي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم (٩).

وقال ابن جرير: حدثنا ابن عبد الأعلى، حدثنا ابن ثور، حدثنا معمر، عن قتادة ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (٧٩)﴾ قال: لا يمسه عند الله إلا المطهرون، فأما في الدنيا فإنه يمسه المجوس النجس، والمنافق الرجس، وقال: وهي في قراءة ابن مسعود: "ما يمسه إلا المطهرون" (١٠).


(١) سنده ضعيف لأن الضحاك لم يسمع من ابن عباس، ويشهد لبعضه ما تقدم في تخريج الرواية السابقة.
(٢) أخرجه الطبري بسند حسن من طريق المعتمر بن سليمان عن أبيه عن عكرمة.
(٣) أخرجه الطبري وآدم بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد.
(٤) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي عروبة عن قتادة.
(٥) أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عن قتادة.
(٦) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق قتادة عن الحسن.
(٧) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لضعف حكيم بن جبير (التقريب ص ١٧٦).
(٨) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق العوفي به ويتقوى بالآثار التالية. وأخرجه الطبري من قول جابر بن زيد وأبي نهيك وعكرمة، وفي أسانيدهم ابن حميد وهو محمد بن حميد الرازي وهو ضعيف، ويتقوى بما سبق.
(٩) أخرجه آدم والطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد، وأخرجه الطبري بأسانيد من طريق الربيع بن أبي راشد عن سعيد بن جبير، والربيع لم أجد له ترجمة.
(١٠) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده إلى قتادة صحيح، ولكنه منقطع عن ابن مسعود لأن قتادة لم يسمع منه.