للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو بكر بن أبي داود: حدثنا محمود بن خالد وعباس بن الوليد قالا: حدثنا عمر، عن الأوزاعي، عن هارون بن رئاب، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : "يبعث أهل الجنة على صورة آدم في ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين جردًا مردًا مكحلين. ثم يذهب بهم إلى شجرة في الجنة فيكسون منها لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم" (١).

وقوله تعالى: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (٤٠)﴾ أي: جماعة من الأولين وجماعة من الآخرين.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا المنذر بن شاذان، حدثنا محمد بن بكار، حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصين، عن عبد الله بن مسعود، قال: وكان بعضهم يأخذ عن بعض قال: أكرينا ذات ليلة عند رسول الله ثم غدونا عليه فقال: "عُرضت عليَّ الأنبياء وأتباعها بأممها فيمر علي النبي والنبي في العصابة! والنبي في الثلاثة والنبي وليس معه أحد - وتلا قتادة هذه الآية ﴿أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ﴾ [هود: ٧٨] قال: حتى مرَّ علي موسى بن عمران في كبكبة (٢) من بني إسرائيل! قال: قلت: ربِّ من هذا؟ قال: هذا أخوك موسى بن عمران ومن تبعه من بني إسرائيل! قال: قلت: ربِّ من هذا؟ قال: أخوك موسى بن عمران ومن تبعه من بني إسرائيل! قال: قلت ربِّ فأين أمتي؟ قال: انظر عن يمينك في الضراب قال: فإذا وجوه الرجال قال: قال أرضيت؟ قال: قلت: قد رضيت رب. قال: انظر إلى الأفق عن يسارك فإذا وجوه الرجال قال: أرضيت؟ قلت: قد رضيت رب. قال: فإن مع هؤلاء سبعين ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب". قال: وأنشأ عكاشة بن محصن من بني أسد قال سعيد: وكان بدريًا قال: يا نبي الله ادع الله أن يجعلني منهم قال: فقال: "اللَّهم اجعله منهم" [قال أنشأ رجل آخر] (٣) قال: يا نبي الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال: "سبقك بها عكاشة" قال: فقال رسول الله : "فإن استطعتم فداكم أبي وأمي أن تكونوا من أصحاب السبعين فافعلوا، وإلا فكونوا من أصحاب الضراب، وإلا فكونوا من أصحاب الأفق، فإني قد رأيت أناسًا كثيرًا قد تأشّبوا حوله - ثم قال:- إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة" فكبَّرنا ثم قال: "إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة" قال: فكبَّرنا قال: "إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة" قال فكبَّرنا، قال: ثم تلا رسول الله هذه الآية: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (٤٠)﴾ قال: فقلنا بيننا: من هؤلاء السبعون ألفًا؟ فقلنا: هم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا. قال: [فبلغه] (٤) ذلك فقال: "بل هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون" (٥). وكذا رواه ابن جرير من طريقين آخرين عن قتادة به نحوه (٦)، وهذا الحديث له طرق كثيرة من غير هذا الوجه في الصحاح وغيرها.


(١) سنده ضعيف لعدم سماع هارون من أنس.
(٢) أي: جماعة متضامة من الناس.
(٣) كذا في (حم) و (مح)، وفي الأصل بياض.
(٤) كذا في (حم) و (مح)، وفي الأصل بياض.
(٥) سنده ضعيف لضعف سعيد بن بشير كما في التقريب، وكذلك الحسن البصري لم يسمع من عمران بن الحصين (جامع التحصيل ص ١٩٥).
(٦) أخرجه الطبري من طريقين كلاهما عن الحسن البصري عن عمران بن الحصين به. وسنده ضعيف كسابقه.