للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وروي عن أبي سليمان الداراني رحمه الله تعالى قال: صليت ليلة ثم جلست أدعو وكان البرد شديدًا فجعلت أدعو بيد واحدة، فأخذتني عيني فنمت فرأيت حوراء لم ير مثلها وهي تقول: يا أبا سليمان أتدعو بيد واحدة وأنا أُغذى لك في النعيم منذ خمسمائة سنة.

قلت: ويحتمل أن يكون قوله: ﴿لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (٣٨)﴾ متعلقًا بما قبله وهو قوله: ﴿أَتْرَابًا (٣٧) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (٣٨)﴾ أي: في أسنانهم، كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث جرير، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين يلونهم على ضوء أشد كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يتمخطون، أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة، وأزواجهم الحور العين، أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة اْبيهم آدم ستون ذراعًا في السماء" (١).

وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون وعفان قالا: حدثنا حماد بن سلمة، وروى الطبراني واللفظ له من حديث حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "يدخل أهل الجنة الجنة جُردًا مُردًا بِيضًا جعادًا مكحَّلين أبناء ثلاث وثلاثين، وهم على خلق آدم ستون ذراعًا في عرض سبعة أذرع" (٢). وروى الترمذي من حديث أبي داود الطيالسي عن عمران القطان، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل أن رسول الله قال: "يدخل أهل الجنة الجنة جردًا مردًا مكحلين بني ثلاث وثلاثين سنة" ثم قال: حسن غريب (٣).

وقال ابن وهب: أخبرنا عمرو بن الحارث أن درَّاجًا أبا السمح حدثه، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله : "من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون بني ثلاث وثلاثين في الجنة لا يزيدون عليها أبدًا وكذلك أهل النار" ورواه الترمذي، عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث به (٤).

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا: حدثنا القاسم بن هاشم، حدثنا صفوان بن صالح، حدثنا رواد بن الجراح العسقلاني، حدثنا الأوزاعي، عن هارون بن رئاب، عن أنس قال: قال رسول الله : "يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستين ذراعًا بذراع الملك! على حسن يوسف، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين سنة، وعلى لسان محمد جُردٌ مُردٌ مكحلون" (٥).


(١) تقدم تخريجه في تفسير سورة مريم آية ٦٢.
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٢/ ٢٩٥). وسنده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. وأخرجه الطبراني من طريقه أيضًا (المعجم الأوسط ٥/ ٣١٨ ح ٥٤٢٢).
(٣) أخرجه الترمذي عن أبي هريرة محمد بن فراس عن أبي داود به، وقال الترمذي وبعض أصحاب قتادة رووا هذا عن قتادة مرسلًا ولم يسندوه. (السنن، صفة الجنة، باب ما جاء في سنن أهل الجنة ح ٢٥٤٥). وسنده ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
(٤) أخرجه الترمذي عن سويد بن نصر به. (السنن، صفة الجنة، باب ما جاء ما لأدنى أهل الجنة من الكرامة ح ٢٥٦٢). وسنده ضعيف لضعف رشدين وضعف رواية دراج عن أبي الهيثم.
(٥) سند ضعيف لعدم سماع هارون من أنس، كما في تهذيب التهذيب، ولبعضه شواهد صحيحة.