للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال بعضهم ﴿عُرُبًا﴾ أي: غَنِجات (١)، قال موسى بن عبيدة الربذي، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : " ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ﴾ قال: نساء عجائز كن في الدنيا عمشًا رمُصًا (٢) " (٣). رواه الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم ثم قال الترمذي: غريب، وموسى ويزيد ضعيفان.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عوف الحمصي، حدثنا آدم - يعني: ابن أبي إياس -، حدثنا شيبان، عن جابر، عن يزيد بن مُرَّة، عن سلمة بن يزيد قال: سمعت رسول الله يقول في قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (٣٥)"يعني: الثيب والأبكار اللاتي كنَّ في الدنيا" (٤).

وقال عبد بن حميد: حدثنا مصعب بن مقدام، حدثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: أتت عجوز فقالت: يا رسول الله ادُع الله تعالى أن يدخلني الجنة فقال: "يا أُم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز" قال: فولَّت تبكي. قال: "أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (٣٥) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (٣٦)﴾ " (٥).

وهكذا رواه الترمذي في "الشمائل" عن عبد بن حميد (٦).

وقال أبو القاسم الطبراني: حدثنا بكر بن سهل الدمياطي، حدثنا عمرو بن هاشم البيروتي، أخبرنا سليمان بن أبي كريمة، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن أُمه عن أُم سلمة قالت: قلت يا رسول الله أخبرني عن قول الله تعالى: ﴿وَحُورٌ عِينٌ (٢٢)[الواقعة] قال: "حور بيض عين ضخام العيون شفر (٧) الحوراء بمنزلة جناح النسر" قلت: أخبرني عن قوله تعالى: ﴿كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (٢٣)[الواقعة] قال: "صفاؤهن صفاء الدر الذي في الأصداف الذي لم تمسه الأيدي" قلت: أخبرني عن قوله: ﴿فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (٧٠)[الرحمن] قال: "خيرات الأخلاق حسان الوجوه" قلت: أخبرني عن قوله: ﴿كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (٤٩)[الصافات] قال: "رقتهن كرقة الجلد الذي رأيت في داخل البيضة مما يلي القشر وهو الغرقئ" قلت: يا رسول الله أخبرني عن قوله: ﴿عُرُبًا أَتْرَابًا (٣٧)﴾ قال: "هنَّ اللواتي قبضن في الدار الدنيا عجائز رمصًا شمصًا، خلقهن الله بعد الكبر فجعلهن عذارى عربًا متعشقات محببات أترابًا على ميلاد واحد" قلت: يا رسول الله نساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ قال: "بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة" قلت: يا رسول الله وبم ذاك؟ قال: "بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله ﷿، ألبس الله وجوههن النور وأجسادهن الحرير، بيض الألوان خُضر الثياب صُفر الحلي مجامرهن الدر


(١) غنجات جمع غَنِجة وهي الجارية التي تدلل وتتكسر في حركاتها (ينظر: النهاية ٣/ ٣٨٩).
(٢) رُمُص: جمع رمصاء، والرمص هو الغشاء الأبيض الذي يتجمع في العين ويسمى: الدمص. بالدال.
(٣) أخرجه الترمذي من طريق موسى بن عبيدة، (السنن، التفسير، باب ومن سورة الواقعة ح ٣٢٩٢). وسنده ضعيف لضعف موسى والرقاشي.
(٤) أخرجه الطبراني من طريق جابر به (المعجم الكبير ٧/ ٤٠) وسنده ضعيف لضعف جابر وهو ابن يزيد الجعفي.
(٥) سنده مرسل ويشهد له سابقه ولاحقه.
(٦) أخرجه الترمذي عن عبد بن حميد به (الشمائل المحمدية رقم ٢٣٠). وسنده مرسل، ويتقوى بالشواهد كسابقه.
(٧) أي: حرف جفن العين الذي ينبت عليه الشعر.