للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال قتادة: لا يمنعهم من تناولها عود ولا شوك ولا بعد، وقد تقدم في الحديث إذا تناول الرجل الثمرة عادت مكانها أخرى (١).

وقوله تعالى: ﴿وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (٣٤)﴾ أي: عالية وطيئة ناعمة قال النسائي وأبو عيسى الترمذي: حدثنا أبو كريب، حدثنا رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن درَّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، عن النبي في قوله تعالى: ﴿وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (٣٤)﴾ قال: "ارتفاعها كما بين السماء والأرض ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام". ثم قال الترمذي: هذا الحديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد، قال: وقال بعض أهل العلم: معنى هذا الحديث ارتفاع الفرش في الدرجات وبعد ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، هكذا قال إنه لا يعرف هذا إلا من رواية رشدين بن سعد (٢)، وهو المصري وهو: ضعيف، هكذا رواه أبو جعفر بن جرير، عن أبي كريب، عن رشدين به (٣).

ثم رواه هو وابن أبي حاتم كلاهما عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث فذكره، وكذا رواه ابن أبي حاتم أيضًا عن نعيم بن حماد، عن ابن وهب، وأخرجه الضياء في "صفة الجنة" من حديث حرملة، عن ابن وهب به مثله، ورواه الإمام أحمد، عن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، حدثنا دراج فذكره (٤).

وقال ابن أبي حاتم أيضًا: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو معاوية [عن جويبر] (٥)، عن أبي سهل يعني: كثير بن زياد، عن الحسن ﴿وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (٣٤)﴾ قال: ارتفاع فراش الرجل من أهل الجنة مسيرة ثمانين سنة (٦).

وقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (٣٥) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (٣٦) عُرُبًا أَتْرَابًا (٣٧) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (٣٨)﴾ جرى الضمير على غير مذكور. ولكن لما دلَّ السياق وهو ذكر الفرش على النساء اللاتي يضاجعن فيها اكتفى بذلك عن ذكرهن، وعاد الضمير عليهنَّ كما في قوله تعالى: ﴿إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (٣١) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (٣٢)[ص] يعني: الشمس على المشهور من قول المفسرين.

وقال الأخفش في قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ﴾: أضمرهن ولم يذكرن قبل ذلك.

وقال أبو عبيدة: ذكرن في قوله تعالى: ﴿وَحُورٌ عِينٌ (٢٢) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (٢٣)[الواقعة] فقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ﴾ أي: أعدناهن في النشأة الأخرى بعدما كن عجائز رمصًا، صرنَ أبكارًا عربًا؛ أي: بعد الثيوبة عدن أبكارًا ﴿عُرُبًا﴾ متحببات إلى أزواجهن بالحلاوة والظرافة والملاحة.


(١) تقدم تخريجه في تفسير آية ٢٠ من هذه السورة الكريمة.
(٢) أخرجه الترمذي بسنده ومتنه وتعليقه (السنن، التفسير، باب ومن سورة الواقعة ح ٣٢٩٤) وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي.
(٣) أخرجه الطبري عن أبي كريب به، وسنده كسابقه.
(٤) كل هذه المصادر فيها ضعف رواية دراج عن أبي الهيثم.
(٥) كذا في (ح) و (حم)، وفي الأصل صُحف إلى: "جوهر".
(٦) سنده ضعيف لإرساله.