للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي حديث الإسراء من رواية أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله قال فيه: "ثم انطلق بي إلى خلق كثير من خلق الله رجال كل رجل منهم بطنه مثل البيت الضخم مصفدون على سابلة آل فرعون وآل فرعون يعرضون على النار غدوًا وعشيًا ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ وآل فرعون كالإبل المسومة يخبطون الحجارة والشجر ولا يعقلون (١).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا زيد بن أخرم، حدثنا عامر بن مدرك الحارثي، حدثنا عتبة - يعني: ابن يقظان -، عن قيس بن مسلم، عن طارق، عن شهاب، عن ابن مسعود ، عن النبي قال: "ما أحسنَ محسنٌ من مسلم أو كافر إلا أثابه الله تعالى" قال: قلنا: يا رسول الله ما إثابة الله الكافر؟ فقال: "إن كان قد وصل رحمًا أو تصدق بصدقة أو عمل حسنة أثابه الله المال والولد والصحة وأشباه ذلك" قلنا فما إثابته في الآخرة؟ قال : "عذابًا دون العذاب" وقرأ ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ (٢).

ورواه البزار في مسنده عن زيد بن أخرم ثم قال: لا نعلم له إسنادًا غير هذا (٣).

وقال ابن جرير: حدثنا عبد الكريم بن أبي عمير، حدثنا حماد بن محمد الفزاري البلخي قال: سمعت الأوزاعي وسأله رجل فقال: رحمك الله رأينا طيورًا تخرج من البحر تأخذ ناحية الغرب بيضًا فوجًا فوجًا لا يعلم عددها إلا الله ﷿، فإذا كان العشي رجع مثلها سودًا. قال: وفطنتم إلى ذلك؟ قال: نعم، قال: إن ذلك الطير في حواصلها أرواح آل فرعون يعرضون على النار غدوًا وعشيًا، فترجع إلى وكورها وقد احترقت أرياشها وصارت سودًا فينبت عليها من الليل ريش أبيض ويتناثر الأسود ثم تغدو على النار غدوًا وعشيًا ثم ترجع إلى وكورها، فذلك دأبهم في الدنيا فإذا كان يوم القيامة قال الله تعالى: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ قال: وكانوا يقولون إنهم ستمائة ألف مقاتل (٤).

وقال الإمام أحمد: حدثنا إسحاق، حدثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله : "إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله ﷿ إليه يوم القيامة" (٥). أخرجاه في الصحيحين من حديث مالك به (٦).


(١) تقدم تخريجه وضعفه في مطلع تفسير سورة الإسراء.
(٢) سنده ضعيف لضعف عتبة بن يقظان (ميزان الاعتدال ٣/ ٣٠).
(٣) أخرجه البزار كما في مختصر زوائد مسند البزار (١/ ٣٩٢ ح ٦٤٦)، وقال الحافظ ابن حجر: والمتن شاذ بمرة. وذلك بعد أن نقل كلام الهيثمي في عتبة بن يقظان إذ قال: فيه كلام.
(٤) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لأنه مقطوع وحماد بن محمد الفزاري ضعيف (لسان الميزان ٢/ ٣٥٣)، ومتنه فيه غرابة.
(٥) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٢/ ١١٣) وسنده صحيح.
(٦) صحيح البخاري، الجنائز، باب الميت يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي (ح ١٣٧٩)، وصحيح مسلم، الجنة، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه (ح ٢٨٦٦).