للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الإمام أحمد: حدثنا هشيم: حدثنا مغيرة، عن الشعبي، عن عائشة قالت: كان رسول الله إذا استراب الخبر تمثل فيه ببيت طرفة: ويأتيك بالأخبار من لم تزودِ (١)، وهكذا رواه النسائي في اليوم والليلة من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن الشعبي عنها (٢). ورواه الترمذي والنسائي أيضًا من حديث المقدام بن شريح بن هانئ، عن أبيه، عن عائشة كذلك، ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح (٣)، وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا أسامة، عن زائدة، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس ، قال: كان رسول الله يتمثل من الأشعار:

ويأتيك بالأخبار من لم تزودِ

ثم قال: ورواه غير زائدة، عن سماك، عن عطية، عن عائشة (٤)، هذا في شعر طرفة بن العبد في معلقته المشهورة، وهذا المذكور منها أوله:

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلًا … ويأتيك بالأخبار من لم تزودِ

ويأتيك بالأخبار من لم تبع له … ثيابًا ولم تضرب له وقت موعد (٥)

وقال الحافظ أبو بكر البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن نعيم وكيل المتقي ببغداد، حدثنا أبو محمد عبد الله بن هلال النحوي الضرير، حدثنا علي بن عمرو الأنصاري، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: ما جمع رسول الله بيت شعر قط إلا بيتًا واحدًا.

تفاءل بما تهوى يكن فلقلَّما … يقال لشيء كان إلا تحقّقا (٦)

سألت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي عن هذا الحديث فقال: هو منكر، ولم يعرف شيخ الحاكم ولا الضرير.

وقال سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة: قيل لعائشة : هل كان رسول الله يتمثل بشيء من الشعر؟ قالت : كان أبغض الحديث إليه، غير أنه كان يتمثل ببيت أخي بني قيس، فيجعل أوله آخره، وآخره أوله، فقال أبو بكر : ليس هذا هكذا يا رسول الله، فقال رسول : "إني والله ما أنا بشاعر وما ينبغي لي" (٧) رواه ابن أبي حاتم وابن جرير، وهذا لفظه.


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (٤٠/ ٢٤ ح ٢٤٠٢٣) قال محققوه: حسن لغيره.
(٢) السنن الكبرى عمل اليوم والليلة (ح ١٠٨٣٤) وسنده كسابقه.
(٣) سنن الترمذي، الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشعر (ح ٢٨٤٨) والسنن الكبرى، عمل اليوم والليلة ١٠٨٣٥.
(٤) أخرجه البزار (المسند رقم ٢١٠٦) وابن سعد من طريق سماك به (الطبقات الكبرى ١/ ٣٨٣)، وفي سنديهما سماك وفي روايته عن عكرمة اضطراب ويشهد له سابقه.
(٥) ديوان طرفه ٦٦.
(٦) أخرجه البيهقي بسنده ومتنه ثم قال: لم أكتبه إلا بهذا الإسناد وفيهم من يجهل حاله (السنن الكبرى ٧/ ٤٣)، والمجهول حاله هو: أبو حفص عمر بن أحمد بن نعيم كما قرر الحافظ المزي.
(٧) أخرجه الطبري من طريق سعيد بن أبي عروبة به، وسنده ضعيف لأن قتادة لم يسمع من عائشة .