للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

شيئًا إلا أعطاه، ولكن منع الرؤية لما يشاء الله ﷿. وقال بعضهم: من وجاهته العظيمة عند الله أنه شفع في أخيه هارون أن يرسله الله معه فأجاب الله سؤاله فقال: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (٥٣)[مريم].

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧١)﴾.

يقول تعالى آمرًا عباده المؤمنين بتقواه وأن يعبدوه عبادة من كأنه يراه وأن يقولوا ﴿قَوْلًا سَدِيدًا﴾ أي: مستقيمًا لا اعوجاج فيه ولا انحراف ووعدهم أنهم إذا فعلوا ذلك أثابهم عليه بأن يصلح لهم أعمالهم؛ أي: يوفقهم للأعمال الصالحة وأن يغفر لهم الذنوب الماضية. وما قد يقع منهم في المستقبل يُلهمهم التوبة منها ثم قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ وذلك أن يجار من نار الجحيم ويصير إلى النعيم المقيم.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عمرو بن عوف، حدثنا خالد، عن ليث، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري قال: صلى بنا رسول الله صلاة الظهر، فلما انصرف أومأ إلينا بيده فجلسنا فقال: "إن الله تعالى أمرني أن آمركم أن تتقوا الله وتقولوا قولًا سديدًا" (١).

وقال ابن أبي الدنيا في كتاب (التقوى): حدثنا محمد بن عباد بن موسى، حدثنا عبد العزيز بن عمران الزهري، حدثنا عيسى بن سمرة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما قام رسول الله على المنبر إلا سمعته يقول: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠)﴾ الآية (٢)، غريب جدًا.

وروى من حديث عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن محمد بن كعب، عن ابن عباس موقوفًا: من سرَّه أن يكون أكرم الناس فليتق الله (٣).

قال عكرمة: القول السديد لا إله إلا الله (٤).

وقال غيره: السديد الصدق (٥).

وقال مجاهد: هو السداد (٦).

وقال غيره: هو الصواب. والكل حق.


(١) سنده ضعيف لما قيل في ليث وهو ابن أبي سُليم، وأخرجه الإمام أحمد من طريق ليث به (المسند ٤/ ٣٩١).
(٢) سنده ضعيف لضعف عبد العزيز بن عمران كما في لسان الميزان.
(٣) سنده ضعيف جدًا لأن عبد الرحيم بن زيد العمي وهو: متروك. (التقريب ٣٥٤).
(٤) أخرجه الطبري بسند ضعيف فيه حفص بن عمر العدني وهو ضعيف.
(٥) أخرجه الطبري بسند ضعيف عن الكلبي، ويشهد له ما أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة.
(٦) أخرجه الطبري وآدم بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد.