للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عن أبي هريرة، عن النبي أنه قال في هذه الآية ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (٦٩)﴾ قال: قال رسول الله: "إن موسى كان رجلًا حييًّا ستيرًا لا يكاد يرى من جلده شيء استحياء منه". ثم ساق الحديث كما رواه البخاري مطولًا (١). ورواه عنه في تفسيره عن روح عن عوف به (٢). ورواه ابن جرير من حديث الثوري، عن جابر الجعفي، عن عامر الشعبي، عن أبي هريرة، عن النبي بنحو هذا (٣). وهكذا رواه من حديث سليمان بن مهران الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير وعبد الله بن الحارث، عن ابن عباس في قوله: ﴿لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى﴾ قال: قال قومه له إنك آدر فخرج ذات يوم يغتسل فوضع ثيابه على صخرة فخرجت الصخرة تشد بثيابه وخرج يتبعها عريانًا حتى انتهت به مجالس بني إسرائيل فرأوه ليس بآدر، فذلك قوله: ﴿فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا﴾ (٤). وهكذا رواه العوفي عن ابن عباس سواء.

وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا روح بن حاتم وأحمد بن المعلى الآدمي قالا: حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس، عن النبي قال: "كان موسى رجلًا حييًا وإنه أتى - أحسبه قال الماء - ليغتسل فوضع ثيابه على صخرة وكان لا يكاد تبدو عورته فقال بنو إسرائيل (٥): إن موسى آدر أو به آفة - يعنون أنه لا يضع ثيابه - فاحتملت الصخرة ثيابه حتى صارت بحذاء مجالس بني إسرائيل، فنظروا إلى موسى كأحسن الرجال" - أو كما قال - فذلك قوله: ﴿فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا﴾ (٦).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عباد بن العوام، عن سفيان بن حسين، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن علي بن أبي طالب في قوله: ﴿فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا﴾ قال: صعد موسى وهارون الجبل فمات هارون فقال بنو إسرائيل لموسى أنت قتلته كان ألين لنا منك وأشد حياء، فآذوه من ذلك، فأمر الله الملائكة فحملته فمروا به على مجالس بني إسرائيل، فتكلمت بموته فما عرف موضع قبره إلا الرخم وإن الله جعله أصم أبكم (٧). وهكذا رواه ابن جرير عن علي بن موسى الطوسي، عن عباد بن العوام (٨) به. ثم


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٢/ ٥١٤) وسنده صحيح.
(٢) أخرجه البخاري من طريق روح به (المصدر السابق).
(٣) أخرجه الطبري من طريق الثوري به، وسنده ضعيف لضعف جابر الجعفي ويشهد له ما سبق.
(٤) أخرجه الطبري من أبي معاوية عن الأعمش به، وسنده حسن، ويشهد له ما سبق في رواية البخاري وأحمد.
(٥) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق العوفي به، ويتقوى بالشواهد السابقة.
(٦) أخرجه البزار بسنده ومتنه قال الحافظ ابن حجر: هذا إسناد حسن، له شاهد في الصحيح من حديث أبي هريرة (مختصر زوائد مسند البزار ٢/ ١٠٢ ح ١٥٠٠) وهذا الشاهد تقدم في الحديث السابق في رواية البخاري وأحمد.
(٧) ذكره الحافظ ابن حجر وقال: إسناده قوي (فتح الباري ٨/ ٥٣٤). وأخرجه الحاكم من طريق عباد بن العوام به وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٥٧٩).
(٨) أخرجه بسنده ومتنه، وحكمه كسابقه.