للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: ﴿وَلَا نِسَائِهِنَّ﴾ يعني: بذلك عدم الاحتجاب من النساء المؤمنات.

وقوله تعالى: ﴿مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ﴾ يعني: به أرقاءهن من الذكور والإناث كما تقدم التنبيه عليه وإيراد الحديث فيه (١).

قال سعيد بن المسيب: إنما يعني به الإماء فقط، رواه ابن أبي حاتم.

وقوله تعالى: ﴿وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا﴾ أي: واخشينه في الخلوة والعلانية، فإنه شهيد على كل شيء، لا تخفى عليه خافية فراقبن الرقيب.

﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٥٦)﴾.

قال البخاري: قال أبو العالية: صلاة الله تعالى ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء.

وقال ابن عباس: يصلون يبركون، هكذا علقه البخاري عنهما (٢)، وقد رواه أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية كذلك، وروي مثله عن الربيع (٣) أيضًا، وروى علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس كما قاله سواء (٤)، رواهما ابن أبي حاتم.

وقال أبو عيسى الترمذي: وروي عن سفيان الثوري وغير واحد من أهل العلم، قالوا: صلاة الربِّ الرحمة، وصلاة الملائكة الاستغفار (٥).

ثم قال ابن أبي حاتم: حدثنا عمرو الأودي، حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، قال الأعمش أراه عن عطاء بن أبي رباح ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ﴾ قال: صلاته سبوح قدوس، سبقت رحمتي غضبي والمقصود من هذه الآية أن الله أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه (٦).

ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين: العلوي والسفلي جميعًا.

وقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، حدثني أبي، عن أبيه، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر؛ يعني: ابن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن بني إسرائيل قالوا لموسى : هل يصلي ربك؟ فناداه ربه ﷿: يا موسى سألوك هل يصلي ربك، فقل: نعم أنا أصلي وملائكتي على أنبيائي ورسلي، فأنزل الله ﷿ على نبيه ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٥٦)(٧).


(١) تقدم تخريجه في تفسير سورة النور آية ٣١.
(٢) الصحيح، التفسير، باب ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ. . .﴾ [الأحزاب: ٥٦] قبل حديث (٤٧٩٧).
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم من طريق آدم بن أبي إياس عن أبي جعفر به (ينظر فتح الباري ٨/ ٥٣٣) وسنده جيد.
(٤) أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق علي بن أبي طلحة به.
(٥) سنن الترمذي، أبواب الوتر، باب فضل الصلاة على النبي .
(٦) سنده مرسل.
(٧) في سنده جعفر بن أبي المغيرة وهو صدوق يهم.