للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد أخبر بأنه يصلي على عباده المؤمنين في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (٤١) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٤٢) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (٤٣)[الأحزاب] وقال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٥) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (١٥٦) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (١٥٧)[البقرة].

وفي الحديث: "إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف" (١).

وفي الحديث الآخر: "اللَّهم صلِّ على آل أبي أوفى" (٢) وقال رسول الله لامرأة جابر وقد سألته أن يصلي عليها وعلى زوجها: "صلى الله عليكِ وعلى زوجك" (٣)، وقد جاءت الأحاديث المتواترة، عن رسول الله بالأمر بالصلاة عليه، وكيفية الصلاة عليه، ونحن نذكر منها إن شاء الله ما تيسر والله المستعان.

قال البخاري عند تفسير هذه الآية: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد، أخبرنا أبي، عن مسعر، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة قال: قيل يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة؟ قال: "قولوا اللَّهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللَّهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد (٤) ".

وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الحكم قال: سمعت ابن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية؟ خرج علينا رسول الله فقلنا: يا رسول الله قد علمنا أو عرفنا كيف السلام عليك، فكيف الصلاة؟ فقال: "قولوا اللَّهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد" (٥). وهذا الحديث قد أخرجه الجماعة في كتبهم من طرق متعددة عن الحكم وهو ابن عتيبة، زاد البخاري وعبد الله بن عيسى كلاهما عن عبد الرحمن بن أبي ليلى فذكره (٦).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا هشيم بن بشير، عن يزيد بن أبي زياد، حدثنا عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة قال: لما نزلت: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ


(١) أخرجه أبو داود من حديث عائشة (السنن، الصلاة، باب من يستحب أن يلي الإمام في الصف ح ٦٧٦) وقال الألباني حسن بلفظ: "على الذين يصلون الصفوف" (ح ٦٢٨).
(٢) (٣) تقدم تخريجهما في تفسير سورة التوبة آية ١٠٣.
(٤) أخرجه البخاري بسنده ومتنه (الصحيح، التفسير، باب ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ. . .﴾ [الأحزاب: ٥٦] ح ٤٧٩٧).
(٥) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٤/ ٢٤١) وسنده صحيح.
(٦) صحيح البخاري، أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى: ﴿وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا﴾ [النساء: ١٢٥] (ح ٣٣٧٠)، وصحيح مسلم، الصلاة، باب الصلاة على النبي (ح ٤٠٦)، وسنن أبي داود، الصلاة، باب الصلاة على النبي (ح ٩٧٦)، وسنن الترمذي، الصلاة، باب ما جاء في صفة الصلاة على النبي (ح ٤٨٣١)، وسنن النسائي، الصلاة، باب كيفية الصلاة على النبي ٣/ ٤٧، وسنن ابن ماجه إقامة الصلاة باب كيفية الصلاة على النبي (ح ٩٠٤).