للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَبِيَعٌ﴾ وهي أوسع منها، وأكثر عابدين فيها، وهي للنصارى أيضًا، قاله أبو العالية وقتادة والضحاك وابن صخر ومقاتل بن حيان وخُصيف (١) وغيرهم.

وحكى ابن جرير، عن مجاهد وغيره: أنها كنائس اليهود، وحكى السدي عمن حدثه، عن ابن عباس: أنها كنائس اليهود، ومجاهد إنما قال: هي الكنائس (٢)، والله أعلم.

وقوله: ﴿وَصَلَوَاتٌ﴾ قال العوفي، عن ابن عباس: الصلوات: الكنائس (٣)، وكذا قال عكرمة والضحاك وقتادة: إنها كنائس اليهود، وهم يسمونها صلواتًا (٤).

وحكى السدي عمن حدثه، عن ابن عباس: أنها كنائس النصارى (٥).

وقال أبو العالية وغيره: الصلوات: معابد الصابئين (٦).

وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد: الصلوات مساجد لأهل الكتاب ولأهل الإسلام بالطرق (٧)، وأما المساجد فهي للمسلمين.

وقوله: ﴿يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا﴾ فقد قيل: الضمير في قوله يذكر فيها عائد إلى المساجد؛ لأنها أقرب المذكورات.

وقال الضحاك: الجميع يذكر فيها اسم الله كثيرًا (٨).

وقال ابن جرير: الصواب لهدمت صوامع الرهبان وبيع النصارى وصلوات اليهود، وهي كنائسهم، ومساجد المسلمين التي يذكر فيها اسم الله كثيرًا؛ لأن هذا هو المستعمل المعروف في كلام العرب.

وقال بعض العلماء: هذا ترقِّ من الأقل إلى الأكثر إلى أن انتهى إلى المساجد، وهي أكثر عمارًا وأكثر عبادًا، وهم [ذوو القصد] (٩) الصحيح.

وقوله: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ﴾ كقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (٧) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (٨)[محمد].

وقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ وصف نفسه بالقوة والعزة، فبقوته خلق كل شيء فقدره تقديرًا، وبعزته لا يقهره قاهر ولا يغلبه غالب؛ بل كل شيء ذليل لديه فقير إليه، ومن كان القوي


(١) قول أبي العالية وقتادة والضحاك تخريجه كقبل سابقه.
(٢) قول مجاهد أخرجه آدم ابن أبي إياس والطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عنه، وقول ابن عباس ضعيف؛ لأن الراوي عنه.
(٣) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق العوفي به، ويتقوى بما يليه.
(٤) قول الضحاك أخرجه البستي بسند حسن من طريق عبيد بن سليمان عنه، وقول قتادة أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عنه.
(٥) سنده ضعيف؛ لأن السدي يرويه عن مجهول.
(٦) أخرجه الطبري بسند حسن من طريق داود عن رفيع وهو أبو العالية.
(٧) أخرجه آدم والطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد.
(٨) أخرجه البستي بسند حسن من طريق عبيد بن سليمان عن الضحاك.
(٩) كذا في (ح) و (حم)، وفي الأصل صحفت إلى: "دور الفصل".