للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال شُريح (١).

وقال ابن عباس: النفش: الرعي (٢).

وقال شريح والزهري وقتادة: النفش لا يكون إلا بالليل، زاد قتادة: والهمل بالنهار (٣).

وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب وهارون بن إدريس الأصم، قالا: حدثنا المحاربي، عن أشعث، عن أبي إسحاق، عن مرة، عن ابن مسعود في قوله: ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ﴾ قال: كرم قد أنبتت عناقيده فأفسدته، قال: فقضى داود بالغنم لصاحب الكرم، فقال سليمان: غير هذا يا نبي الله: قال: وما ذاك؟ قال: تدفع الكرم إلى صاحب الغنم فيقوم عليه حتى يعود كما كان، وتدفع الغنم إلى صاحب الكرم فيصيب منها حتى إذا كان الكرم كما كان دفعت الكرم إلى صاحبه، ودفعت الغنم إلى صاحبها، فذلك قوله: ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾ (٤)، وكذا روى العوفي عن ابن عباس (٥).

وقال حماد بن سلمة، عن علي بن زيد: حدثني خليفة، عن ابن عباس قال: قضى داود بالغنم لأصحاب الحرث فخرج الرعاء معهم الكلاب، فقال لهم سليمان: كيف قضي بينكم؟ فأخبروه، فقال: لو وليت أمركم لقضيت بغير هذا، فأخبر بذلك داود، فدعاه فقال: كيف تقضي بينهم؟ قال: أدفع الغنم إلى صاحب الحرث، فيكون له أولادها وألبانها وسلاؤها ومنافعها، ويبذر أصحاب الغنم لأهل الحرث مثل حرثهم، فإذا بلغ الحرث الذي كان عليه، أخذه أصحاب الحرث وردوا الغنم إلى أصحابها (٦).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا خديج، عن أبي إسحاق، عن مرة، عن مسروق قال: الحرث الذي نفشت فيه غنم القوم، إنما كان كرمًا نفشت فيه الغنم فلم تدع فيه ورقة ولا عنقودًا من عنب إلا أكلته، فأتوا داود فأعطاهم رقابها، فقال سليمان: لا بل تؤخذ الغنم فيعطاها أهل الكرم فيكون لهم لبنها ونفعها ويعطى أهل الغنم الكرم فيعمروه ويصلحوه حتى يعود كالذي كان ليلة نفشت فيه الغنم، ثم يعطى أهل الغنم غنمهم، وأهل الكرم كرمهم (٧)، وهكذا قال شريح ومرة ومجاهد وقتادة وابن زيد وغير واحد (٨).


(١) أخرجه الطبري من طريق مسروق عن شُريح، وهو مرسل ويتقوى بسابقه ولاحقه.
(٢) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق عطاء الخراساني، ويتقوى بما تقدم وتأخر.
(٣) أخرجه عبد الرزاق من قول مسروق (المصنف رقم ١٨٤٣٣)، والطبري من طريق مسروق عنه، وقول الزهري وقتادة أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عنهما.
(٤) تقدم تخريجه قبل ثلاث روايات.
(٥) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق العوفي به ويتقوى بسابقه.
(٦) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لضعف الحسين وعلي بن زيد وهو ابن جدعان، ويتقوى بسابقه ولاحقه.
(٧) سنده مرسل ويتقوى بسابقه ولاحقه.
(٨) قول شريح تقدم تخريجه، وقول مجاهد أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عنه، وقول قتادة أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عنه، وقول ابن زيد أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح من طريق عبد الله بن وهب عنه.