للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الترمذي وغيره أن سمك كل سماء مسيرة خمسمائة عام، وبعد ما بينها والتي تليها مسيرة خمسمائة عام (١).

وقد أورد ابن أبي حاتم ههنا حديث الأوعال من رواية العباس عم رسول الله ورضي الله عنه (٢).

وقوله: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)﴾ تقدم الكلام على ذلك في سورة الأعراف (٣) بما أغنى عن إعادته أيضًا، وأن المسلك الأسلم في ذلك طريقة السلف إمرار ما جاء في ذلك من الكتاب والسنة من غير تكييف ولا تحريف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل.

وقوله: ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (٦)﴾ أي: الجميع ملكه، وفي قبضته، وتحت تصرفه ومشيئته وإرادته وحكمه، وهو خالق ذلك ومالكه وإلهه لا إله سواه ولا رب غيره. وقوله: ﴿وَمَا تَحْتَ الثَّرَى﴾.

قال محمد بن كعب: أي ما تحت الأرض السابعة (٤).

وقال الأوزاعي: إن يحيى بن أبي كثير حدثه أن كعبًا سئل فقيل له: ما تحت هذه الأرض؟ فقال: الماء قيل: وما تحت الماء؟ قال: الأرض، قيل: وما تحت الأرض؟ قال: الماء، قيل: وما تحت الماء؟ قال: الأرض. قيل: وما تحت الأرض؟ قال: الماء، قيل: وما تحت الماء؟ قال: الأرض، قيل: وما تحت الأرض؟ قال: الماء، قيل: وما تحت الماء؟ قال: الأرض، قيل: وما تحت الأرض؟ قال: الصخرة، قيل: وما تحت الصخرة؟ قال: ملك، قيل: وما تحت الملك؟ قال: حوت معلق طرفاه بالعرش، قيل: وما تحت الحوت؟ قال: الهواء والظلمة وانقطع العلم (٥).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو عبيد الله بن أخي بن وهب، حدثنا عمي، حدثنا [عبد الله بن عياش] (٦)، حدثنا عبد الله بن سليمان، عن دراج، عن عيسى بن هلال الصدفي، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله : "إن الأرضين بين كل أرض والتي تليها مسيرة خمسمائة عام، والعليا منها على ظهر حوت قد التقى طرفاه في السماء، والحوت على صخرة، والصخرة بيد الملك، والثانية سجن الريح، والثالثة فيها حجارة جهنم، والرابعة فيها كبريت جهنم، والخامسة فيها حيات جهنم، والسادسة فيها عقارب جهنم، والسابعة فيها سقر وفيها إبليس مصفد بالحديد يد أمامه ويد خلفه، فإذا أراد الله أن يطلقه لما يشاء أطلقه" (٧). وهذا حديث غريب جدًا، ورفعه فيه نظر.


(١) سنن الترمذي، تفسير القرآن، باب ومن سورة الحديد (ح ٣٢٩٨)، وسنده ضعيف، لأن فيه الحسن لم يسمع من أبي هريرة، ذكر ذلك الترمذي ولهذا قال: غريب من هذا الوجه.
(٢) سيأتي في تفسير سورة فاطر آية ٧، وهو من الإسرائيليات.
(٣) آية: ٥٤.
(٤) أخرجه الطبري من طريق محمد بن رفاعة عن محمد بن كعب، ومحمد بن رفاعة: مقبول كما في التقريب.
(٥) الخبر من الإسرائيليات التي اشتهر بها محمد بن كعب.
(٦) كذا في (ح) و (حم)، وفي الأصل صحف إلى: "عبد الله بن عباس".
(٧) سنده ضعيف لضعف أبي عبيد الله ابن أخي ابن وهب كما في ميزان الاعتدال، واسمه أحمد بن عبد الرحمن، وفيه درّاج روى مناكير، ولهذا قال الحافظ ابن كثير: غريب جدًا، وفيه ضعف عبد الله بن عياش، وأخرجه الحاكم من طريق عبد الله بن وهب عن عبد الله بن عياش به، وصححه الحاكم وتعقبه =