للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: المراد بالروح ههنا جبريل، قاله قتادة (١): قال: وكان ابن عباس يكتمه (٢)، وقيل: المراد به ههنا ملك عظيم بقدر المخلوقات كلها.

قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ﴾ يقول: الروح ملك (٣).

وقال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله بن عرس المصري، حدثنا وهب بن روق أبو هبيرة (٤)، حدثنا بشر بن بكر، حدثنا الأوزاعي، حدثنا عطاء، عن عبد الله بن عباس قال: سمعت رسول الله يقول: "إن لله ملكًا لو قيل له التقم السماوات السبع والأرضين بلقمة واحدة لفعل، تسبيحه سبحانك حيث كنت" (٥). وهذا حديث غريب بل منكر.

وقال أبو جعفر بن جرير : حدثني علي، حدثني عبد الله، حدثني [أبو هزان] (٦) يزيد بن سمرة صاحب قيسارية، عمن حدثه، عن علي بن أبي طالب أنه قال في قوله: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ﴾ قال: هو ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه، لكل وجه منها سبعون ألف لسان، لكل لسان منها سبعون ألف لغة، يسبح الله تعالى بتلك اللغات كلها، يخلق الله من كل تسبيحة ملكًا يطير مع الملائكة إلى يوم القيامة (٧)، وهذا أثر غريب عجيب، والله أعلم.

وقال السهيلي: روي عن علي أنه قال: هو ملك له مائة ألف رأس، لكل رأس مائة ألف وجه، في كل وجه مائة ألف فم، في كل فم مائة ألف لسان، يسبح الله تعالى بلغات مختلفة (٨).

قال السهيلي: وقيل: المراد بذلك طائفة من الملائكة على صور بني آدم، وقيل: طائفة يرون الملائكة ولا تراهم، فهم للملائكة كالملائكة لبني آدم.

وقوله: ﴿قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾ أي: من شأنه ومما استأثر بعلمه دونكم، ولهذا قال: ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ أي: وما أطلعكم من علمه إلا على القليل، فإنه لا يحيط أحد بشيء من علمه إلا بما شاء ، والمعنى أنه علمكم في علم الله قليل، وهذا الذي تسألون عنه أمر الروح مما استأثر به تعالى ولم يطلعكم عليه، كما أنه لم يطلعكم إلا على القليل من علمه تعالى، وسيأتي إن شاء الله في قصة موسى والخضر أن الخضر نظر إلى عصفور وقع على


= الصحيح، وشطره الثاني مخالف لما في الصحيح.
(١) أخرجه عبد الرزاق والطبري بسند صحيح من طريق معمر عن قتادة به ولكن قتادة لم يسمع من ابن عباس.
(٢) هو تتمة لسابقه.
(٣) أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق علي به.
(٤) كذا في النسخ الخطية وفي المعجم الكبير ورد بلفظ: "أبو هريرة".
(٥) أخرجه الطبراني بسنده ومتنه (المعجم الكبير ١١/ ١٩٥ ح ١١٤٧٦)، وقال الهيثمي: تفرد به وهب بن روق. (مجمع الزوائد ١/ ٨٥)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير (ح ١٩٥٤)، وكذا الحافظ ابن كثير.
(٦) كذا في تفسير الطبري وترجمته في التاريخ الكبير ٨/ ٢٣٧، والجرح والتعديل ٩/ ٢٦٨، وفي الأصل صُحف إلى: "نمران".
(٧) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لإبهام الراوي عن علي بن أبي طالب ، وأخرجه أبو الشيخ (العظمة ح ٤٠٨)، والبيهقي (الأسماء والصفات ص ٤٦٢) كلاهما من طريق أبي هزان به. ومتنه فيه غرابة.
(٨) الروض الآنف ١/ ١٩٨، وهو غريب كسابقه.