للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن جرير: حدثني نصر بن عبد الرحمن الأودي، حدثنا محمد بن يعلى، عن موسى بن عبيدة، عن زيد بن أسلم، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله : "ألا أخبركم بشيء أمر به نوح ابنه؟ إن نوحًا قال لابنه: يا بني آمرك أن تقول: سبحان الله، فإنها صلاة الخلق وتسبيح الخلق، وبها يرزق الخلق" قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ (١). إسناده فيه ضعف، فإن الربذي ضعيف عند الأكثرين.

وقال عكرمة في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ قال: الأسطوانة تسبح والشجرة تسبح (٢) -الأسطوانة: السارية- وقال بعض السلف: صرير الباب تسبيحه، وخرير الماء تسبيحه قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ وقال سفيان الثوري عن منصور، عن إبراهيم قال: الطعام يسبح (٣)، ويشهد لهذا القول آية السجدة في الحج (٤).

وقال آخرون: إنما يسبح ما كان فيه روح، يعنون: من حيوان ونبات.

قال قتادة في قوله: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ قال: كل شيء فيه روح يسبح من شجر أو شيء فيه [الروح] (٥) (٦).

وقال الحسن والضحاك في قوله: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ قالا: كل شيء فيه الروح (٧).

وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن حميد، حدثنا يحيى بن واضح وزيد بن حباب، قالا: حدثنا حُديد (٨) أبو الخطاب، قال: كنا مع يزيد الرقاشي ومعه الحسن في طعام، فقدما الخوان، فقال يزيد الرقاشي: يا أبا سعد، يسبح هذا الخوان؟ فقال: كان يسبح مرة (٩).

قلت: الخوان هو المائدة من الخشب، فكأن الحسن ، ذهب إلى أنه لما كان حيًا فيه خضرة كان يسبح، فلما قطع وصار خشبة يابسة انقطع تسبيحه، وقد يستأنس لهذا القول بحديث ابن عباس أن رسول الله مرَّ بقبرين فقال: "إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة" ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين، ثم غرز في كل قبر واحدة، ثم قال: "لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا "أخرجاه في


(١) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة وهو الربذي، ويشهد له سابقه.
(٢) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق يزيد، وهو ابن أبان الرقاشي: ضعيف، عن عكرمة، ومعناه صحيح.
(٣) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق عبد الكبير بن عبد المجيد عن سفيان به.
(٤) في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ … ﴾ [الحج:١٨].
(٥) في الأصل: (ح) و (حم) ورد لفظ كذا، والمثبت من تفسير الطبري وعبد الرزاق وفي النسخ المطبوعة عدم الإشارة إلى لفظ كذا، وعدم إثبات لفظ الطبري.
(٦) أخرجه عبد الرزاق والطبري بسند صحيح عن معمر عن قتادة.
(٧) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق يونس عن الحسن، وبسند ضعيف من طريق جويبر عن الضحاك.
(٨) كذا في الأصل وفي (ح) و (حم) والطبعات كلها: جرير والصواب هو المثبت كما في تفسير الطبري الطبعة المحققة.
(٩) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده حسن.