للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الإمام أحمد: حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا زَبَّان، عن سهل بن معاذ، ابن أنس، عن أبيه ، عن رسول الله أنه دخل على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل، فقال لهم: "اركبوها سالمة ودعوها سالمة، ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق، فربَّ مركوبة خير من راكبها، وأكثر ذكرًا لله تعالى منه" (١).

وفي سنن النسائي عن عبد الله بن عمرو قال: نهى رسول الله عن قتل الضفدع، وقال: "نقيقها تسبيح" (٢).

وقال قتادة، عن عبد الله بن بابي، عن عبد الله بن عمرو أن الرجل إذا قال: لا إله إلا الله، فهي كلمة الإخلاص التي لا يقبل الله من أحد عملًا حتى يقولها، وإذا قال: الحمد لله، فهي كلمة الشكر التي لم يشكر الله عبد قط حتى يقولها، وإذا قال: الله أكبر، فهي تملأ ما بين السماء والأرض، وإذا قال: سبحان الله، فهي صلاة الخلائق التي لم يدع الله أحدًا من خلقه إلا قرره بالصلاة والتسبيح. وإذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، قال: أسلم عبدي واستسلم (٣).

وقال الإمام أحمد: حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، سمعت الصّقعب بن زهير يحدث عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو قال: أتى النبي أعرابي عليه جبة من طيالسة مكفوفة بديباج، [أو مزورة بديباج] (٤)، فقال: إن صاحبكم هذا يريد أن يرفع كل راع بن راع ويضع كل رأس بن رأس، فقام إليه النبي مغضبًا فأخذ بمجامع جبته فاجتذبه فقال: "لا أرى عليك ثياب من لا يعقل" ثم رجع رسول الله فجلس، فقال: "إن نوحًا لما حضرته الوفاة دعا ابنيه فقال: إني قاص عليكما الوصية آمركما باثنتين، وأنهاكما عن اثنتين، أنهاكما عن الشرك بالله والكبر، وآمركما بلا إله إلا الله فإن السموات والأرض وما فيها لو وضعت في كفة وضعت لا إله إلا الله في الكفة الأخرى كانت أرجع ولو أن السموات والأرض كانتا حلقة فوضعت لا إله إلا الله عليهما، لقصمتهما أو لفصمتهما، وآمركما بسبحان الله وبحمده، فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق كل شيء" (٥). ورواه الإمام أحمد أيضًا عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد، عن الصقعب بن زهير به أطول من هذا وتفرد به (٦).


= ابن حجر (فتح الباري ٦/ ٥٩٢).
(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه وحسنه محققوه بالشواهد إلى قوله: "ولا تتخذوها كراسي" (المسند ٢٤/ ٣٩٢ ح ١٥٦٢٩).
(٢) أخرجه النسائي عن عبد الله بن عمرو بدون قوله: نقيقها تسبيح، (السنن، كتاب الصيد، باب الضفدع ٧/ ٢١٠)، فهذه الزيادة ضعيفة، وأوله صحيح وقد صححه الألباني في صحيح سنن النسائي (ح ٤٠٦٢).
(٣) أخرجه الطبري من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به، وسنده منقطع لأن قتادة لم يسمع عبد الله بن عمر ولبعضه شاهد وهو قوله: وإذا قال: "سبحان الله … بالصلاة والتسبيح"، وهذا الشاهد سيأتي مصححًا في الروايتين التاليتين:
(٤) زيادة من (ح) و (حم) وهي ثابتة في المسند.
(٥) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه، وصحح سنده محققوه (المسند ١١/ ٦٧٠ ح ٧١٠١)، وأخرجه الحاكم من طريق الصقعب به وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ١/ ٤٨)، وصححه الحافظ ابن كثير (البداية والنهاية ١/ ١١٩)، وقال الهيثمي: ورجال أحمد ثقات (مجمع الزوائد ٤/ ٢١٩).
(٦) المسند ٢/ ١٦٩.