للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد جاء في الصحيحين من حديث أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله يقول: "مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما (١)، فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت أو وفرت (٢) على جلده حتى تخفي بنانه وتعفو (٣) أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئًا إلا لزقت كل حلقة منها مكانها، فهو يوسعها فلا تتسع" هذا لفظ البخاري في الزكاة (٤).

وفي الصحيحين من طريق هشام بن عروة، عن زوجته فاطمة بنت المنذر، عن جدتها أسماء بنت أبي بكر قالت: قال رسول الله : "أنفقي هكذا وهكذا وهكذا ولا توعي فيوعي الله عليك، ولا توكي فيوكي الله عليك". وفي لفظ: "ولا تحصي فيحصي الله عليك" (٥).

وفي صحيح مسلم من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إن الله قال لي: أنفق، أنفق عليك" (٦). وفي الصحيحين من طريق معاوية بن أبي مُزرد، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان من السماء يقول أحدهما: اللَّهم أَعطِ منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللَّهم أَعطِ ممسكًا تلفًا" (٧).

وروى مسلم عن قتيبة، عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا "ما نقص مال من صدقة، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا، ومن تواضع لله رفعه الله" (٨).

وفي حديث أبي كثير عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا "إياكم والشحّ فإنه أهلك من كان قبلكم، أمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا" (٩).

وروى البيهقي من طريق سعدان بن نصر، عن أبي معاوية، عن الأعمش، [عن ابن بريدة] (١٠)، عن أبيه قال: قال رسول الله : "ما يخرج رجل صدقة حتى يفك لحي سبعين شيطانًا" (١١).


(١) التراقي: جمع ترقوة، وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق، وهما ترقوتان من الجانبين.
(٢) أي: كمُلت واتسعت.
(٣) أي: تمحو أثر مشيته.
(٤) صحيح البخاري، الزكاة، باب مثل المتصدق والبخيل (ح ١٤٤٣)، وصحيح مسلم، الزكاة باب مثل المنفق والبخيل (ح ١٠٢١).
(٥) صحيح البخاري، الزكاة باب التحريض على الصدقة (ح ١٤٣٣)، وصحيح مسلم، الزكاة باب الحث على الإنفاق (ح ١٠٢٩).
(٦) صحيح مسلم، الزكاة، باب الحث على النفقة (ح ٩٩٣).
(٧) صحيح البخاري، الزكاة، باب قول الله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى … ﴾ (ح ١٤٤٢)، وصحيح مسلم، الزكاة، باب في المُنفق والمُمسك (ح ١٠١٠).
(٨) صحيح مسلم، كتاب البر والصلة، باب استحباب العفو والتواضع (ح ٢٥٨٨).
(٩) أخرجه الإمام أحمد من طريق عبد الله بن الحارث عن أبي كثير الزبيدي به وأطول وصحح سنده محققوه (المسند ١١/ ٢٦ ح ٦٤٨٧)، وأخرجه ابن حبان (الإحسان ١١/ ٥٧٩ ح ٥١٧٦)، والحاكم كلاهما من طريق عبد الله بن الحارث به وصححه الحاكم ووافقه الذهبي (المستدرك ١/ ١١).
(١٠) زيادة من المسند والسنن الكبرى.
(١١) أخرجه البيهقي (السنن الكبرى ٤/ ١٨٧)، وأخرجه ابن خزيمة (الصحيح ٤/ ١٠٥ ح ٢٤٥٧)، والحاكم كلاهما من طريق أبي معاوية به وصححه الحاكم ووافقه الذهبي (المستدرك ١/ ٤١٧)، وأخرجه الإمام =