للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كقوله: ﴿أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (٨١) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٨٣)[يس].

﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (٨٧) لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (٨٨)﴾.

يقول تعالى لنبيه : كما آتيناك القرآن العظيم فلا تنظرنّ إلى الدنيا، وزينتها، وما متعنا به أهلها من الزهرة الفانية لنفتنهم فيه، فلا تغبطهم بما هم فيه، ولا تذهب نفسك عليهم حسرات حزنًا عليهم في تكذيبهم لك ومخالفتهم دينك، ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢١٥)[الشعراء] أي ألِن لهم جانبك، كما قال تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٢٨)[التوبة].

وقد اختلف في السبع المثاني ما هي؟ فقال ابن مسعود وابن عمر وابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير والضحاك وغيرهم: هي السبع الطوال (١)؛ يعنون: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، ويونس، نصَّ عليه ابن عباس وسعيد بن جبير.

وقال سعيد: بيَّن فيهنَّ الفرائض والحدود والقصص والأحكام (٢).

وقال ابن عباس: بيَّن الأمثال والخبر والعِبر (٣).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا ابن أبي عمر قال: قال سفيان: المثاني: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، وبراءة سورة واحدة (٤).

قال ابن عباس: ولم يعطهن أحد إلا النبي ، وأعطي موسى منهن ثنتين، رواه هشيم، عن الحجاج، عن الوليد بن العيذار، عن سعيد بن جبير عنه (٥).

وقال الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أوتي النبي سبعًا من المثاني الطوال، وأوتي موسى ستًا، فلما ألقى الألواح ارتفع اثنتان وبقيت أربع (٦).


(١) قول ابن مسعود أخرجه الطبري من طريق محمد بن سيرين عنه، وابن سيرين لم يسمع ابن مسعود، وقول ابن عمر أخرجه الطبري من طريق رجل مجهول عنه، وقول ابن عباس أخرجه الطبري بأسانيد يقوي بعضها بعضًا، وقول مجاهد أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق سعيد بن جبير عنه، وقول سعيد أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق أبي بشر جعفر عنه، وقول الضحاك أخرجه الطبري بسند ضعيف فيه إبهام شيخ الطبري.
(٢) أخرجه الطبري بسند جيد من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير.
(٣) أخرجه الطبري بسند حسن من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس.
(٤) سنده صحيح إلى سفيان.
(٥) أخرجه الطبري من طريق هشيم به، وفي سنده الحجاج وهو ابن أرطأة: وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس (التقريب ١٥٢) ولكن يتقوى بالرواية الصحيحة التالية.
(٦) أخرجه أبو داود (السنن، الصلاة، باب من قال: هي من الطول ح ١٤٥٩) والحاكم كلاهما عن الأعمش به وصححه الحاكم ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٣٥٤)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (ح ١٢٩٥).