للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فيك، وملكان على عينيك، فهؤلاء عشرة أملاك على كل آدمي، ينزلون ملائكة الليل على ملائكة النهار، لأن ملائكة الليل سوى ملائكة النهار، فهؤلاء عشرون ملكًا على كل آدمي، وإبليس بالنهار وولده بالليل" (١).

وقال الإمام أحمد : حدثنا أسود بن عامر، حدثنا سفيان، حدثني منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبيه، عن عبد الله قال: قال رسول الله : "ما منكم من أحد إلا وقد وكِّل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة" قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: "وإياي، ولكن الله أعانني عليه، فلا يأمرني إلا بخير" (٢)، انفرد بإخراجه مسلم (٣).

وقوله: ﴿يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ قيل: المراد حفظهم له من أمر الله. رواه علي بن أبي طلحة وغيره عن ابن عباس (٤)، وإليه ذهب مجاهد وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وغيرهم (٥).

وقال قتادة: ﴿يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ قال: وفي بعض القراءات (يحفظونه بأمر الله) (٦).

وقال كعب الأحبار: لو تجلَّى لابن لآدم كل سهلٍ وحزنٍ، لرأى كل شيء من ذلك شياطين، لولا أن الله وكَّل بكم ملائكة يذبُّون عنكم في مطعمكم ومشربكم وعوراتكم إذًا لتُخُطِّفتم (٧).

وقال أبو أُمامة: ما من آدمي إلا ومعه ملك يذود عنه حتى يسلمه للذي قدر له (٨).

وقال أبو مِجلزَ: جاء رجل من مراد إلى علي وهو يصلي فقال: احترس: فإن ناسًا من مراد يريدون قتلك، فقال: إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدّر، فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه، إن الأجل جُنَّة حصينة (٩).

وقال بعضهم: ﴿يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ بأمر الله، كما جاء في الحديث أنهم قالوا: يا رسول الله، أرأيت رقىَ نسترقي بها، هل تردُّ من قدر الله شيئًا؟ فقال: "هي من قدر الله" (١٠).


(١) أخرجه الطبري بسنده بنحوه، وسنده ضعيف لأن كنانة العدوي لم يسمع من عثمان ، وضعفه الحافظ ابن كثير.
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه وصححه محققوه (المسند ٦/ ٣١٩ ح ٣٧٧٩).
(٣) صحيح مسلم، صفات المنافقين، باب تحريش الشيطان … (ح ٢٨١٤).
(٤) أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق علي به.
(٥) قول مجاهد أخرجه الطبري بإسنادين يقوي أحدهما الآخر، وقول سعيد بن جبير أخرجه الطبري بسند ضعيف فيه ابن حميد وهو محمد بن حميد الرازي: ضعيف تقدم، ويتقوى بما سبق، وكذلك قول إبراهيم النخعي كسابقه.
(٦) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، والقراءة شاذة تفسيرية ذكرها ابن جني ونسبها إلى بعض السلف الصالح (المحتسب ١/ ٣٥٥).
(٧) أخرجه الطبري من طريق يزيد بن شريح عن كعب بلفظه، ويزيد بن شريح: مقبول (التقريب ص ٦٠٢).
(٨) أخرجه الطبري من طريق أبي غالب عن أبي أُمامة بلفظه، وفي رواية أبي غالب عن أبي أُمامة مقال تقدم ذكره.
(٩) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق عُمارة بن أبي حفصة عن أبي مجلز.
(١٠) أخرجه الإمام أحمد من حديث أبي خزامة وضعف سنده محققوه (المسند ٢٤/ ٢١٩ ح ١٥٤٧٣)، وأخرجه الترمذي من طريق الزهري عن ابن أبي خزامة عن أبي خزامة ثم قال: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث الزهري (السنن، الطب، باب ما جاء في الرقي والأدوية ح ٢٠٦٥)، وذكره الألباني في ضعيف سنن =