للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا حفص بن غياث، عن [أشعث] (١) عن جهم، عن إبراهيم قال: أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل: أن قل لقومك: إنه ليس من أهل قرية ولا أهل بيت يكونون على طاعة الله فيتحولون منها إلى معصية الله، إلا حوّل الله عنهم ما يحبون إلى ما يكرهون، ثم قال: إن تصديق ذلك في كتاب الله ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ (٢).

وقد ورد هذا في حديث مرفوع، فقال الحافظ محمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتابه صفة العرش: حدثنا الحسن بن علي، حدثنا الهيثم بن الأشعث السلمي، حدثنا أبو حنيفة اليماني الأنصاري، عن عمير بن عبد الملك قال: خطبنا علي بن أبي طالب على منبر الكوفة قال: كنت إذا أمسكت عن رسول الله ابتدأني، وإذا سألته عن الخبر أنبأني، وإنه حدثني عن ربه ﷿ قال: "قال الرب: وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشى، ما من قرية ولا أهل بيت كانوا على ما كرهت من معصيتي ثم تحولوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي، إلا تحولت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي" (٣)، وهذا غريب، وفي إسناده من لا أعرفه.

﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (١٢) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (١٣)﴾.

يخبر تعالى أنه هو الذي يسخر البرق، وهو ما يرى من النور اللامع ساطعًا من خلل السحاب. وروى ابن جرير أن ابن عباس كتب إلى أبي الجلد يسأله عن البرق، فقال: البرق الماء (٤).

وقوله: ﴿خَوْفًا وَطَمَعًا﴾ قال قتادة: خوفًا للمسافر يخاف أذاه ومشقته، وطمعًا للمقيم يرجو بركته ومنفعته ويطمع في رزق الله (٥).

﴿وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ﴾ أي: ويخلقها منشأة جديدة، وهي لكثرة مائها ثقيلة قريبة إلى الأرض. قال مجاهد: السحاب الثقال الذي فيه الماء (٦).


= الترمذي، وأخرجه الحاكم من حديث حكيم بن حزام بنحوه وسكت عنه هو والذهبي (المستدرك ٤/ ٤٠٢) وفي سنده صالح بن أبي الأخضر وهو ضعيف (التقريب ص ٢٠٧).
(١) كذا في (حم) و (مح)، وفي الأصل صحف إلى: "أشعب".
(٢) سنده مرسل لأن إبراهيم هو النخعي من التابعين، والخبر من أهل الكتاب.
(٣) أخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة بسنده ومتنه (صفة العرش ح ١٩) وسنده ضعيف لجهالة الهيثم بن الأشعث السلمي (لسان الميزان ٦/ ٢٠٣)، وضعفه الحافظ ابن كثير من جهة المتن.
(٤) أخرجه الطبري من طريق موسى بن سالم أبي جهضم عن ابن عباس، قال الأستاذ محمود شاكر: موسى بن سالم أبو جهضم ثقة، روايته عن ابن عباس مرسلة. اهـ. وللمزيد حول سؤالات ابن عباس لأبي الجلد ينظر: (استدراكات على تاريخ التراث ٢/ ٣٤ - ٣٧) بقلمي.
(٥) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي عروبة عن قتادة.
(٦) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد.