للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَيَاقَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ﴾ يا قوم لا تقتلوني إِنكم إِن قتلتموني كنتم هكذا وشبك بين أصابعه (١).

وقوله: ﴿وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ﴾ قيل: المراد في الزمان.

قال قتادة: يعني إنما هلكوا بين أيديكم بالأمس (٢)، وقيل: في المكان، ويحتمل الأمران

﴿وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ﴾ من سالف الذنوب ﴿ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾ فيما تستقبلونه من الأعمال السيئة. وقوله: ﴿إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ﴾ لمن تاب.

﴿قَالُوا يَاشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (٩١) قَالَ يَاقَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (٩٢)﴾.

يقولون: ﴿يَاشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ﴾ ما نفهم ﴿كَثِيرًا﴾ من قولك ﴿وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا﴾ قال سعيد بن جبير والثوري: وكان ضرير البصر (٣).

وقال الثوري: كان يقال له: خطيب الأنبياء (٤).

[قال السدي: ﴿وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا﴾ قال: أنت واحد (٥).

وقال أبو روق: يعنون ذليلًا لأن عشيرتك ليسوا على دينك] (٦) (٧) ﴿وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ﴾ أي: قومك لولا معزتهم علينا لرجمناك قيل: بالحجارة وقيل: لسببناك ﴿وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ﴾ أي: ليس عندنا لك معزة

﴿قَالَ يَاقَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ﴾ يقول: أتتركوني لأجل قومي ولا تتركوني إِعظامًا لجناب الربِّ أن تنالوا نبيه بمساءة وقد اتخذتم كتاب الله ﴿وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا﴾ أي: نبذتموه خلفكم لا تطيعونه ولا تعظمونه ﴿إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ أي هو يعلم جميع أعمالكم وسيجزيكم بها.

﴿وَيَاقَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (٩٣) وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (٩٤) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (٩٥)﴾.

لما يئس نبي الله شعيب من استجابتهم له قال: يا قوم ﴿اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ﴾ أي: طريقتكم وهذا تهديد شديد ﴿إِنِّي عَامِلٌ﴾ على طريقتي ﴿سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ


(١) أخرجه ابن أبي حاتم بسنده ومتنه، وسنده حسن.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم بسند ضعيف من طريق سعيد بن بشير عن قتادة، وسعيد هذا ضعيف.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم بسند حسن من طريق شريك عن سالم بن عجلان الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وأخرجه الحاكم من طريق شريك به، وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٥٦٨)، وأخرجه ابن أبي حاتم والطبري من طريق شريك به إلى سعيد بن جبير ويتقوى بسابقه.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح من طريق الفضل بن دُكين عن الثوري.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم بسند ضعيف من طريق رجل مبهم عن السدي.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم بسند ضعيف من طريق بشر بن عمارة عن أبي روق، وبشر بن عمارة ضعيف.
(٧) ما بين معقوفين سقط من الأصل واستدرك من (حم) و (مح).