للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الخبيثة كانت في الجسد الخبيث اخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج، فيقولون ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء، فيستفتح لها فيقال من هذا؟ فيقولون: فلان فيقولون: لا مرحبًا بالنفس الخبيثة التي كانت في الجسد الخبيث ارجعي ذميمة فإنه لم يفتح لك أبواب السماء فترسل بين السماء والأرض فتصير إلى القبر" (١).

وقد قال ابن جريج في قوله: ﴿لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ﴾ لا تفتح لأعمالهم ولا لأرواحهم (٢). وهذا فيه جمع بين القولين، والله أعلم.

وقوله تعالى: ﴿وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ﴾ هكذا قرأه الجمهور وفسروه بأنه البعير. قال ابن مسعود: هو الجمل ابن الناقة، وفي رواية زوج الناقة (٣).

وقال الحسن البصري: حتى يدخل البعير في خرق الإبرة (٤) وكذا قال أبو العالية والضحاك وكذا روى علي بن أبي طلحة العوفي عن ابن عباس (٥).

وقال مجاهد وعكرمة عن ابن عباس: إنه كان يقرؤها (يلج الجُمَّل في سم الخياط) بضم الجيم وتشديد الميم يعني الحبل الغليظ في خرم الإبرة (٦)، وهذا اختيار سعيد بن جبير، وفي رواية أنه قرأ حتى (يلج الجُمْل) (٧) يعني: قلوس السفن وهي الحبال الغلاظ.

وقوله: ﴿لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ﴾ قال محمد بن كعب القرظي ﴿لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ﴾، قال: الفرش ﴿وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ﴾ قال: اللحف (٨)، وكذا قال الضحاك بن مزاحم والسدي (٩) ﴿وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ﴾.

﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٤٢) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٤٣)﴾.

لما ذكر تعالى حال الأشقياء عطف بذكر حال السعداء فقال: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ أي: آمنت قلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم ضد أولئك الذين كفروا بآيات الله


(١) أخرجه النسائي في التفسير (ح ٤٦٢)، وابن ماجه في السنن، الزهد، باب ذكر الموت والاستعداد له (ح ٤٢٦٢)، قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات (مصباح الزجاجة ٢/ ٣٤٩)، وصححه الألباني في (صحيح سنن ابن ماجه ح ١٢٥٩) وأخرجه الطبري وصححه أحمد شاكر، وأخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. (المستدرك ١/ ٣٧ - ٤٠).
(٢) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق الحسين عن حجاج عن ابن جريج.
(٣) أخرجه الطبري بعدة أسانيد بلفظ الروايتين.
(٤) خرت الإبرة: أي ثقبها والأثر أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق معمر بن راشد عن الحسن.
(٥) أخرجه الطبري عنهم بأسانيد يقوي بعضها بعضًا.
(٦) أخرجه الطبري عنهم باسانيد عدة يقوي بعضها بعضًا. والقراءة شاذة تفسيرية.
(٧) وهي قراءة شاذة أيضًا وتفسيرية أيضًا.
(٨) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق موسى بن عبيدة عن القرضي ويتقوى بما يليه.
(٩) قول الضحاك أخرجه الطبري بسند حسن من طريق أبي روق عنه، وقول السدي أخرجه الطبري بسند حسن من طريق أسباط عنه.