للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأطراف، رواه مسلم (١).

وعن أم الحصين أنها سمعت رسول الله يخطب في حجة الوداع يقول: "ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله، اسمعوا له وأطيعوا" رواه مسلم (٢)، وفي لفظ له: "عبدًا حبشيًا مجدوعًا".

وقال ابن جرير: حدثني علي بن مسلم الطوسي، حدثنا ابن أبي فديك، حدثني عبد الله بن محمد بن عروة، عن هشام بن عروة، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة أن النبي قال: "سيليكم بعدي ولاة، فيليكم البرّ ببره والفاجر بفجوره، فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق وصلّوا وراءهم فإن أحسنوا فلكم ولهم وإن أساؤوا فلكم وعليهم" (٣).

وعن أبي هريرة : أن رسول الله قال: "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون" قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: "أوفوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم"، أخرجاه (٤).

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله : "من رأى من أميره شيئًا فكرهه فليصبر، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرًا فيموت إلا مات ميتة جاهلية"، أخرجاه (٥).

وعن ابن عمر أنه سمع رسول الله : يقول: "من خلع يدًا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" رواه مسلم (٦).

وروى مسلم أيضًا عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، قال: دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة والناس مجتمعون عليه، فأتيتهم فجلست إليه، فقال: كنا مع رسول الله في سفر فنزلنا منزلًا فمنا من يصلح خباءه، ومنا من ينتضل، ومنا من هو في [جشره] (٧) إذ نادى منادي رسول الله : الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى رسول الله فقال: "إنه لم يكن نبي من قبلي إلا كان حقًّا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء، وأمور تنكرونها، وتجيء فتن يرقق بعضها بعضًا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو


(١) صحيح مسلم، الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء … (ح ١٨٣٧).
(٢) صحيح مسلم، الحج، باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكبًا (ح ١٢٩٨).
(٣) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف جدًّا بسبب عبد الله بن محمد بن عروة، متروك الحديث. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات (لسان الميزان ٣/ ٣٣١ - ٣٣٢).
(٤) صحيح البخاري، الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (ح ٣٤٥٥)، وصحيح مسلم، الإمارة، باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول (ح ١٨٤٢).
(٥) صحيح البخاري، الفتن، باب قول النبي : "سترون بعدي أمور تنكرونها" (ح ٧٠٥٣)، وصحيح مسلم، الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين (ح ١٨٤٩).
(٦) صحيح مسلم، الباب السابق (ح ١٨٤٤).
(٧) كذا في (حم) و (مح) وصحيح مسلم، وفي الأصل: "شجرة" وهو تصحيف.