للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي إذ بعثه رسول الله في سرية (١)، وهكذا أخرجه بقية الجماعة إلا ابن ماجه من حديث حجاج بن محمد الأعور به. وقال الترمذي: حديث حسن غريب، ولا نعرفه إلا من حديث ابن جريج (٢).

وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن [سعد بن عبيدة] (٣)، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي، قال: بعث رسول الله سرية واستعمل عليهم رجلًا من الأنصار، فلما خرجوا وجد عليهم في شيء، قال: فقال لهم: أليس قد أمركم رسول الله أن تطيعوني؟ قالوا: بلى. قال: اجمعوا لي حطبًا، ثم دعا بنار فأضرمها فيه، ثم قال: عزمت عليكم لتدخلنها، قال: فهمّ القوم أن يدخلوها، قال: فقال لهم شاب منهم: إنما فررتم إلى رسول الله من النار، فلا تعجلوا حتى تلقوا رسول الله ، فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوها، قال: فرجعوا إلى رسول الله فأخبروه، فقال لهم: "لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدًا، إنما الطاعة في المعروف" (٤). أخرجاه في الصحيحين من حديث الأعمش به (٥).

وقال أبو داود: حدثنا مسدّد، حدثنا يحيى، عن عبيد الله، حدثنا نافع، عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله ، قال: "السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أُمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة" وأخرجاه من حديث يحيى القطان (٦).

وعن عبادة بن الصامت قال: "بايعنا رسول الله على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله"، قال: "إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان"، أخرجاه (٧).

وفي الحديث الآخر: عن أنس أن رسول الله قال: "اسمعوا وأطيعوا، وإن أمّر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زيبية"، رواه البخاري (٨).

وعن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي أن أسمع وأطيع، وإن كان عبدًا حبشيًا مُجَدّع


(١) أخرجه البخاري بسنده ومتنه (الصحيح، تفسير سورة النساء، باب ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ … ﴾ [النساء: ٥٩] ح ٤٥٨٤).
(٢) صحيح مسلم، الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء … (ح ١٨٣٤)، وسنن أبي داود، الجهاد، باب الطاعة (ح ٢٦٢٤)، وسنن الترمذي، الجهاد، باب ما جاء في الرجل يبعث وحده سرية (ح ١٦٧٢)، وسنن النسائي، الجهاد، باب قوله تعالى: ﴿وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء: ٥٩] ٧/ ١٥٤ - ١٥٥.
(٣) كذا في (حم) و (مح) والمسند، وفي الأصل: "سعيد بن عبيدة" وهو تصحيف.
(٤) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ح ٦٢٢) وسنده صحيح.
(٥) صحيح البخاري، الأحكام، باب السمع والطاعة (ح ٧١٤٥)، وصحيح مسلم، الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء (ح ١٨٤٠).
(٦) أخرجه أبو داود بسنده ومتنه (السنن، الجهاد، باب في الطاعة ح ٢٦٢٦)، وهو صحيح متفق عليه أخرجه الشيخان (صحيح البخاري، الجهاد، باب السمع والطاعة ح ٢٩٥٥)، وصحيح مسلم، الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء … (ح ١٨٣٩).
(٧) صحيح البخاري، الفتن، باب قول النبي : "سترون بعدي أمورًا … " (ح ٧٠٥٥)، وصحيح مسلم، الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء (ح ١٨٤٠/ ٤١).
(٨) صحيح البخاري، الأذان، باب أمامة العبد والمولى (ح ٦٩٣).