ومن عجب أنْ أُنيط هذا الجزء بعنايةِ النّاسخ أكثر من ذي قبل (١)، فتبدى فيه ذرو منْ تيقظ وقع الإخْلالُ به في جُلّ كتاب التاريخ؛ ظهر ذلك من خلال طرَرٍ معدودات ضَمّتْ ألحاقاً وتصحيحات وشروحاً في الصحائف التالية: ٢ و ٣ ظ؛ ٨ و؛ ٩ ظ؛ ١٠ و؛ ١٢ ظ؛ ١٣ ظ؛ ١٥ و؛ ١٥ ظ؛ ١٧ ظ؛ ١٨ و؛ ١٨ ظ؛ ٢٢ و. ويَميز هذا الجزء خلوه من البياضات الكثيرة التي ناء بها كاهلنا أوانَ تحقيق كتابِ التاريخ، فأعفانا ذاك منْ حِمْلٍ لا طاقة لنا به.
واصطدمت أوانَ اشتغالي بتحقيق التاريخ بانقطاع السّياق في مواضع منْه، وقلّبْتُ الرّأْيَ في ذلك، فوجدتُه ناجماً عن اضطراب ترتيب بعض
(١) وجه العجب أنّ العادة جاريةٌ أنْ يَكْسَل الناسخُ آخر المجموع، لكنّ هذا جود بُداءةً، ثم فَتَرَتْ همتُه، ثم استعاد نشاطه فجود على قدر ما تسمح به مَلَكتُه.