للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال آخرون: هَلْ من راقٍ أي: من يَرقى، والمعنى واحدٌ.

وقال آخرون: «راقٍ» من الرُّقىِّ أي: من تَرقَى روحه إلى السماء.

وسمعتُ ابنُ مجاهدٍ غيرَ مرةٍ يقرأ فِيْ الصَّلاة هَذِهِ السُّورة فيَتَعَمَدُ الوقفَ عَلَى قولُه: «التراقيَ» بالياءِ ويثبتها.

{والتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ} أي: شدّة أمرِ الدُّنيا بشدُّةِ أمرِ الآخرةِ وقال آخرون:

التفاف ساقي المرء عندَ نَزع الرُّوحِ، ولقد كَانَ عليهما جوَّالًا.

وقولُه تَعَالى: {مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى}.

قَرَأَ ابنُ عامرٍ وحَفصٌ، عنْ عاصمٍ بالياء.

وقرأ الباقون بالتاء. والتاء للنُّطفة، والياء للمنىّ مثله «تَساقط‍» و «يُساقط‍» الياء للجذع والتاء للنَّخلة، ومثله «يَغْلى» و «تَغْلِى» الياء للمُهْلِ والتَّاءُ للشجرة، ومثله «ليُحصنكم» و «لِتُحْصِنَكُمْ» الياء للَّبوس، والتاء للصنَّعة. والمنىُّ مشدَّد الياءِ، وهو الماءُ الدَّافقُ الَّذِي يكون مِنْهُ الوَلَدُ، وَيُقَال: أَمنى الرَّجُلُ. فأمَّا المَذْيُ والوَدْيُ فبالتخفيف. فالمَذْىُ ما يكون عنْ القُبلة، وربما كَانَ بغير ذَلِكَ. تَقُولُ العربُ: كلُّ فَحْلٍ يمذي وكل أنثى تمذي والودي: ما يخرج بعدَ البولِ ويجبُ من هذين الوُضوء، ويجب من الأول الغُسل.

وقولُه تَعَالى: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى}.

بياءَين الأولى مكسورةً، فلذلك صعب اللَّفظ‍ بها، والياء الثانيةُ مفتوحةٌ وهو اتفاق السَّبعة وغيرهم. وإنما ذكرتُهُ؛ لأن البصَريين زعموا أن إدغامه لحنٌ فِيْ العربية، وليس لحنًا عندى وَقَدْ حكاه الفَرَّاءُ «أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِي الْمَوْتَى» لأن كسرةَ الياءِ الُأولى تُنقل إلى الحاء وتُدغم الياء فِيْ الياء، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأَ: «أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى» قَالَ: - سُبْحَانَك - فَبَلَى وكذلك {أَلَيْسَ اللهُ بِأحْكَمِ الحَاكِمِين} - سُبحانك - فَبَلَى. وإنما استُحب للقارئ أن يفعل ذَلِكَ فِيْ الصَّلاةِ وغيرها، وكذلك رأيتُ المَشْيَخَةَ مِمَّن أَثِقُ بهم يفعلون ذَلِكَ كذلك.

<<  <   >  >>