للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولُه تَعَالى: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ‍}.

قرأ ابنُ كثيرٍ وحده: «شَوَاظٌ‍».

وقرأ الباقون بالضَمَّ، لغتان فصيحتان. والشُّواظُ‍: النَّارُ الخالصةُ المَحضةُ لا دُخان فيها. وأَنشد:

إنَّ لَهُمْ مِنْ وَقْعِنَا أقياظا ... ونَارَ حَرْبٍ تُسْعِرُ الشُّوَاظَا

وقال الخليلُ: الشُّواظ‍ الخَضْرَةُ التي دون النَّار المَحْضَة، والمحضة: اللَّهَبُ وقال آخرون: الخضرة تسمى الكلجبة: والنحاس، الدخان وأنشد:

تضيء كَضَوْءِ سِرَاجِ السَّلِي‍ ... طِ‍ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ فِيهِ نُحَاسَا

السَّليطُ‍: دهنُ السِّمْسِمِ. وقال آخرون: دِهْنُ السَّنامِ المُذاب، قَالَ الفَرَّاء:

الاختيار أن يكون السَّلِيْطُ‍: الزَّيْتُ.

وحدَّثني مَنْ أَثِقُ بِهِ أن بعضَ الَأطبّاء ذكر أن بالهند وَردة عليها كتابة خلقة أنّ السَّليطَ‍ ينفعُ لِكُلِّ شيءٍ ولا يضرُّ. وذكر ابْنُ قُتَيْبَة: أن شَجَرَةً بالهند تُخرِجُ ورقًا تُقرأ لا إله إلا اللَّه مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّه. ورُؤىَ عَلَى ساقِ سُفيان الثَّوريِّ لمَّا ماتَ عروق مُشبكة تقرأ:

حَسَبْيَ اللَّه ونِعْمَ الوَكِيْلُ. وحدَّث خِيْثَمَةَ بْن حيدرة أن سُفيان الثَّوري كَانَ بين أصابعه رقعة مكتوبٌ فيها يا سُفْيَان أُذر مقام ربِّك غدًا لا تفارقه.

حَدَّثَنَا ابْنُ عُقدة بِسَنَدِه، عنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّد عَلَيْهِ السَّلام قَالَ: «عَلَى جِناح كلّ هُدهدٍ مكتوبٌ بالسِّريانية: «آلُ مُحَمَّدٍ خيرُ البَرِيَّة».

وحدَّثني أَحْمَد، عنْ عليّ، عنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ حَدَّثَنِي هُشيم، عنْ مُغِيرَة، عنْ مُجاهدٍ «ونِحَاسٍ فَلَا تَنْتَصِرَان» بكسر النون.

وقرأ بعضُهم: «ونُحِسُّ فلا تنتصران» أي: نستأصل شأفتكم من قوله {إذ تَحُسُّوْنَهُمْ}.

وقرأ ابنُ كثيرٍ وأبو عَمْرٍ: «ونُحاسٍ» عطفًا عَلَى: {مِنْ نَارٍ}.

وقرأ الباقون: «وَنُحَاسٌ» بالرَّفع عطفًا عَلَى {شُوَاْظٍ‍}.

وقولُه تَعَالى: {لمْ يَطْمِثْهُنَّ}.

قرأ الكِسَائِيُّ وحده: «لم يطمُثهن» بالضم.

وقرأ الباقون بالكسرِ، وهما لُغتان طَمَثَ يَطْمِثُ ويطمُثُ مثل عَكَفَ يَعْكِفُ ويَعْكُفُ، ومعناه: لم يَمْسَسْهُنَّ قبلهم إنسٌ ولا جانٌ. تَقُولُ العربُ: ما طمثَ هَذِهِ

<<  <   >  >>