يَصْبَغُ.
وحدثنا أَحْمَد، عنْ عليّ، عنْ أَبِي عُبَيْدٍ بذلك.
وحدثنا ابنُ مجاهدٍ، عنْ السِّمَّرِيّ، عنْ الفَرَّاءِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إسرائيل، عنْ طلحة بْن مطرف «سَيَفْرِغُ لَكُمْ» قَالَ الفَرَّاءُ: وقرأ بعضهم: «سَنَفْرِغُ لَكْمْ» مثل عَلِمَتَ تَعِلمُ. وقد روى فِي شعر العَجَّاجِ.
وَفَرِغَا مِنْ حَنْذِه أنْ يَهْرِجَا
بكسرِ الماضي، فعلى هَذَا فَعِلَ يَفْعَلُ مثل شَرِبَ يَشْرَبُ.
ومعنَى قولِهِ: «سَنَفْرُغُ لَكُمْ» أي: سَنَقْصِدُ لكم بالعَذَابِ وما كَانَ مشغولًا قَطُّ.
قَالَ جريرٌ:
أَلَانَ وَقَدْ فَرَغْتُ إلى نُمَيْرٍ ... فَهَذَا حِيْنَ كُنْتُ لَهُ عَذاْبًا
أي: سأقصدكم بالهجاءِ والمكروه. والفَرَاغُ عَلَى ضربين: القَصْدُ، وفَراغ من شُغْلٍ.
قولُه تَعَالى: {أيُّهَ الثَّقَلَانِ}.
قرأ ابنُ عامرٍ وحده: «أيَّهُ الثَّقلان».
والباقون: «أيُّهَ» وَقَدْ ذكرتُ علّة ذَلِكَ فِي النُّور والثَّقلان الجِنَّ والِإنْسُ.
فإن سألَ سائلٌ فَقَالَ: ما مَعنى قولِ رسولِ اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إنِّي تاركٌ فيكُمُ الثقَّلين، كتابَ اللهِ، وَعِتْرَتِي» فما وجهُ تَشْبِيْهِهِمَا بالثّقلَيْنِ؟
فالجوابُ فِي ذَلِكَ ما حَدَّثَنِي أَبُو عُمَر الزَّاهِد عنْ ثعلب - استخراج حسنٌ - أَنَّهُ قَالَ: إنَّ الأخذ بهما ثَقيْلٌ.
وقولُه تَعَالى: {وَلَهُ الجوار المنشآت}.
قرا حمزةُ: «المنشِئاتُ» - بكسر الشين - جعل الفِعلَ للسُّفن فِي البحر كالأعلام أي: كالجبال واحدهم علم.
وقرأ الباقون: «المنشئات» بالفتح، لأنَّ فِي التفسير الَّذِي قَدْ رفع قِلْعها يعني:
الشراع فهي مفعولةٌ، والواحدة منشأة والجوار: سقطت الياء في اللفظ فقلب كما قَالَ: {جُرُفٍ هَاْرٍ} أي: خائرٌ.