الَأرْضِ»، «يَوْمَ التَّنَادِ»، «يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ» وفي حَرْفِ أُبِيٍّ: «بارِزونَ لَهُ» وفي حرفِ ابنِ مَسْعُودٍ: «لَاْ يَخْفَي عَلَيْهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ» فأمَّا تَفسِيْرُ: «يَوْمِ التَّلاقِ» فهو يومُ القِيَامَةِ. يَلتقي أهلُ السماءِ، وأهلُ الأرضِ، وذلك قولُه: {يُلْقِىْ الرُّوْحَ مِنْ أَمْرِهِ} فقيل:
الرُّوح القْرآن، وقيل: النبوة، وقيل: أمر النبوة، لأنَّ اللَّه تَعَالى أحيا بالقرآن وبالرَّسول أفئدةً صَدِئَةً، وأحيا بهما قلوبًا ميِّتةً؛ لأنَّ اللَّه تَعَالى سَمّى الكافِرَ ميتًا، والمؤمنَ حيًّا، وذلك حيث يقول: {أومن كَانَ مَيتًا} بكفره {فَأَحْيَينَاهُ} بالإِيمان.
وقولُه: {عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عَبَادِهِ} أي: عَلَى من يصطفيه لرسالته (لينذر يوم الحَسْرَةِ).
وقال آخرون: لِيُنْذِرَ اللَّه، ومن قرأ بالتَّاء فإنه أراد خطاب رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أي: لتُنذر أنت يا مُحَمَّد وهي قراءة الحَسَنِ.
وقولُه تَعَالى: {كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ}.
قرأ ابنُ عامرٍ وحده: «أشد منكم» بالكاف فِي مصاحِف أهل الشام.
فإن سألتَ عنْ خبر كان الأول، والثاني، والثالث.
فقل: اسم «كانَ» الأول «عاقِبَةُ» وخبره «كيفَ» وإنما قدّم لأن الاستفهام لَهُ صدرُ الكلامِ، واسمُ كان الثاني الضَّمير الَّذِي دَلّ عَلَيْهِ الواو، وخبره «من قَبْلهُمْ» واسم كان الثالث الضَّمير، وهُمْ فاصلة عند البصريين وعمادٌ عند الكوفيين كما تَقُولُ: كان زيدٌ هُوَ القائِمُ «وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّاْلِميْنَ» و «أشدَّ» خبرُ كان الثالث.
فإن قيلَ لَكَ: الفاصلة لا يكون إلا بين معرفتين وأَشَدَّ نكرةٌ فِلمَ صلح ذَلِكَ؟
فقل: لأن أفعل الذي معه من المُضاف المعرفة. قَالَ اللَّه تَعَالى: {مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوْهُ عِنْدَ اللَّه هُو خَيْرًا} لأنَّ خيرًا أَفعل فِي الَاصلِ محذوفُ الهمزِ تخفيفًا، ولا يستعمل إلا ب «من» فِي الأصل كقولك: زيدٌ خير من عَمْرٍو.
وقولُه تَعَالى: {أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الفَسَادَ}.
قرأ ابنُ كثيرٍ وابنُ عامرٍ: وأن يَظْهَرَ بفتح الياء الفَسادُ رفعًا.
وقرأ أَبُو عَمْرٍو ونافعٌ: يُظهر بضم الياء «الفَسَادَ» نصبًا.
وقرأ ابنُ كثيرًا ونافعٌ وأبو عَمْرٍو وابنُ عامرٍ: «وَأَنْ يَظْهَرَ» بغيرِ ألفٍ. وكذلك هِيَ فِي مصاحفهم.